الزملاء الأعزاء، الزميل العزيز نيوترال:

في الرحلة التدريبية لبرنامج الماجستير في تطوير الدول النايمة قررت الجامعة أن نقوم بالتطبيق في إحدى قرى دولة جنوب أفريقيا.
تقع هذه القرية على حدود دولة ليسوتو، وتسكنها قومية الكوتسا!
في أحد الأيام احتدم النقاش بين دكتور علم الاجتماع البلجيكي الملحد المشارك معنا وإحدى الطالبات الملحدات. وكان فحوى النقاش في ختان النساء والإسلام. طبعا رأي الدكتور كان أن هذا الأمر هو أمر إسلامي بحت نظرا لأن شاهده يطبق في بعض الدول الإسلامية الأفريقية. ورأي الطالبة كان أن هذه عادة ترتبط ببعض الدول الأفريقية ولا علاقة لها حتما بالدين. وخصوصا أن هذه الطالبة قد كان موضوع دراستها هو علم اجتماع الشرق الأوسط وطبقت دراستها سنتين في دمشق.
ثم اتجه النقاش صوب صوت طفلة تصرخ في الجوار وحين الاستفهام عنها اتضح أن هذه الطفلة هي الباعث على النقاش حيث أنه تجرى لها عملية ختان نسائي وقد حاول الزملاء منع هذا إلا أن تدخلهم جوبه بالرفض.
طبعا هذه القرية ليست مسلمة ولم تكن يوما كذلك.

أما عن الذي قال أن ختان النسوة واجب على المذهب الشافعي، فنقول له هذه الشام وأندونيسيا شافعيتان ولا يجري فيهما ختان النسوة. وهذه العراق بين شافعية وحنفية وجعفرية، وهذه تركيا الحنفية، ويفهم من كلام زيلنا المغربي ومن عرفتهم من المغاربة وتكثر فيهم المالكية أنهم لا يعرفون هذه العادة.

طبعا أنا منذ صغري أسمع عن ختان الذكور وأفهم ماذا يعني "الطهور"، وما الفرق بين المطهر وغير المطهر. إلا أن ختان النسوة لم نسمع به إلا بعد أن شممنا رائحة إبطنا.

عموما نيوترال، فأنا أزور كل الساحات قبل أن أكون عضوا في النادي بما في ذلك الساحة الجنسية، ولا أجد في ذلك حرجا. وليس الجنس أصلا بأمر معيب أو يتحرج منه. وشفى الله المصابين بالعقدة التطهرية.