اقتباس:.. يبقى أنّ حماس زياد و احتفائه بالشارع الحيّ في لبنان يثير مشكلة تقييم الجماهير "الديماغوجية" ..
تَحوّل التفكير إلى غرائز تحرّك الجموع ، ردود فعل الجماهير أمام مواقف يُلغى معها كل تفكير عقلاني لمصلحة إندفاعات غرائزية تحت تأثير طلب زعماء كارزميين .. أو تحت تأثير غضب جماعي يوجّهه المعنيون في اتجاه معيّن فتندفع الجموع في ذلك الإتجاه من دون أن تُمل أيّ كر حقيقي .. أن يخرج الإنسان من كينونته كمخلوق عاقل و يتحول إلى مجرّد كينونة تتبع الصوت الأعلى .. و غريزة الجموع(الطائفية هنا) .

هذه القدرة المدهشة التي تُساعد الديماغوجيين على السيطرة على الجمهور العريض و تحويله إلى مجرد آلة قتل لا عقل لها . التي تتبع القائد و تحرّكها مشاعر التأثر و الإفتتان و النظر للأمور و الحقائق من منظار الزعيم الكارزمي الذي يعرف جيّداً كيف يمتلك عقولهم ..

لا يمكنك الإحتفاء بحيوية هكذا شارع كما لايمكنك التفاؤل بحيوية المظاهرات الإسلامية الغاضبة على الرسوم الدنماركية و اسقاطها على وعي المجتمع .

يعني بصراحة "الدغمجة" هذه التي تتحدث عنها لا تقارن مع الغضب على الرسوم الدنماركية ، ما علاقة حساسية المسلمين "بدغمجة" الشارع اللبناني بشقيه !

و إن كان لطرفي النزاع السياسي قي لبنان القدرة على "دغمجة" شارعه ، فنفهم أن الشارع اللبناني "المدغمج" هو عبارة عن غوغاء (كلمة بتاخدوه و كلمة بتجيبو)

القدرات التنظيمية للأحزاب اللبنانية المختلفة و وجود تيارات عدة تتحالف و تغيير تحالفاتها (بغض النظر عن الأجندات) تنعكس على حركة الشارع التي نشاهدها بكثافة تتعدى الحد الطبيعي ، لأسباب كثيرة. لم أعكسها على "وعي المجتمع" فيما طرحت .