كمبيوترجي، عزيزي، أردت أن أوضح لك أنه ليس بوش وحده من يدعم الحكومة، بل العالم كله باستثناء سوريا و إيران. تعرف لماذا؟ لأنها حكومة شكلها مجلس نيابي منتخب من الشعب و بمراقبة دولية، يعني هذه الحكومة هي خيار الشعب اللبناني الحر.

مجرد أن يصادف أن لبنان الحر المستقل بسيادته عن سوريا و عن إيران سيفيد أمريكا و إسرائيل و يتفق و أجندتهما فإنه لا يعني و لا للحظة واحدة أنه علينا أن نعمل من أجل لبنان تحت وصاية سورية-إيرانية!

يعني معقول أن نرفض الاستقلال و أن نرفض سيادة البلد!؟

حزب الله أعلنها بوضوح: لا نريد أن تخرج سوريا من لبنان. أم هل تراك نسيت مظاهرات و مسيرات السنة الماضية التي حركها لهذا الغرض؟

سوريا أخطر من إسرائيل على لبنان، هذا صحيح تماماً، و يمكنك عقد مقارنة بين ما حدث من الطرفين. لكن هل يعني هذا للحظة أن إسرائيل لا تشكل خطراً على لبنان؟ هل يعني هذا أن يتم الارتماء في أحضان إسرائيل؟ لا طبعاً، و هذا لم يحدث.

حكومة ’الندب على الحريري‘ كما يسمونها هي التي أنهت الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 2006 و الذي تسبب به حزب الله. هي التي استخدمت كل الاتصالات و التحركات السياسية الممكنة كي تخرج البلد من الحرب. هي التي دارت على العالم تجمع أموال إعادة الإعمار، و لم تحصل على أي دعم من أي دولة خارجية من تحت الطاولة أو بدون رقابة اقتصادية أو أوراق.

نصر الله يستخدم الصراع السوري/الإيراني-الأمريكي كي يضحك على عقول أتباعه و يخبرهم بأن السنيورا عميل للأمريكان طالما نصر الله عميل لإيران و سوريا. لكن الحقيقة أن العالم كله ضد إيران و سوريا، و أن العالم كله مع السنيورا.

السنيورا عميل للعالم كله ـ بممصطلحات حزباللهية ـ لأنه ـ ببساطة ـ مصلحة لبنان في بلد مستقل بسيادة كاملة و من دون ألاعيب و طوابير خامسة إيرانية و سورية و من أي جنسية أخرى، لبنان قوي قادر، هذه كلها تتفق و مصلحة العالم كله، و تصادف أنها توافق الصف الأمريكي في حربها على إيران و سوريا.

دخيلك الله لا تقل لي أن لبنان المستقل العظيم هو أجندا أمريكية!

ما الذي تختاره لو عُرض عليك، كمبيوترجي؟

لبنان؟
أم إقليم لبنان السوري/الإيراني نكاية في إسرائيل و أمريكا؟