اقتباس: [i]  كتبتُ هذا لأن عقلي يكاد ينفجر،
فالإسرائيلي لن يكون ارحم من السوري أبداً، إلا في ميزان الثملين والمجانين.

على السريع، عزيزي، ريثما أعود و أكتب لك شيئاً بعناية يليق بك و بالرفيق غرامشي:

نحن رأينا الاحتلال السوري، و رأينا كيف كان يتحكم بالبلد على أساس أنها إقليم سوري، و كيف كان غازي كنعان يحيي و يميت و يقول أنا ربكم الأعلى.

رأينا اقتصادنا يعمل بهدف خدمة سوريا. رأينا و رأينا و رأينا، و بالنهاية كان لابد للاحتلال أن يزول.

لكن نحن رأينا أيضاً الاحتلال الإسرائيلي. لو تتحدث عن الحرب الأهلية، فإسرائيل و سوريا قتلتانا و ارتكبتا بحقنا المجازر دعماً لأطراف على حساب أطراف، و كل هذا من أجل مصالحهما ـ سوريا و إسرائيل ـ الشخصية البحتة.

لي، إسرائيل مثلها مثل سوريا بالضبط: دولة خارجية أثبتت عملياً أنها لا تريد مصلحتنا و لا تريد لبنان قوياً مستقلاً بعيداً عنها كي لا تفقد ورقة الضغط على إسرائيل، هذا لسوريا، و كي لا يُستخدم لبنان ورقة ضغط سورية، هذا لإسرائيل.

نفس الأمر للاحتلال الإيراني بالوكالة.

لا يوجد شيء اسمه احتلال أفضل من آخر، لكن هناك شيء اسمه أن سوريا قتلتنا لخمس عشرة سنة متواصلة كي تستخدم اقتصادنا و بلدنا أوراق ضغط دولية لحسابها الخاص، بينما إسرائيل لم تفعل.

تتحدث عن تحالفات بعض قوى 14 آذار مع إسرائيل في الحرب الأهلية؟ حسناً، كلهم حلّوا الميليشيات، و كلهم تركوا إسرائيل و فضّلوا العمل مع الشرعية الدولية عبر مجلس الأمن و الأمم المتحدة الآن. لاحظ أنني أتحدث عن "الآن". الآن حزب الله يعلنها علناً أنه عميل سوري و إيراني، فهل علي أن أحترمه!؟

لماذا أحترمه!؟

لأنك قومي عروبي يا غرامشي؟

أم لأن الشيعة يتبعون قمّ بحكم الدين؟

إلى الجحيم بمن يبيع البلد لأي طرف، عروبي أو يهودي أو فارسي أو علوجي.