اقتباس:بما أنك اعترضت على وجود حرف العطف وقلت بأن الجملة غير تامة ،  
وقد وضحت لك أنهما عبارتان منفصلتان وأن حرف الواو هو مما يعطف الجملة على الجملة ،  
وهذا ما ورد في توضيحي حرف العطف ( الواو ) اللتي جاءت قبل "المقيمين الصلاة"
"" الراسخون في العلم منهم ( أهل الكتاب )
المقيمين الصلاة ( هم المسلمون )  
أما الواو التي قبلها فليست حرف عطف ، أنما هي استفتاحية مثل قوله تعالى :
"وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "
"وكأين من دابة "
أو هو من باب عطف الجملة على الجملة .
مثل قولنا :
محمد جاءنا بشيراً ونذيراً ، وأبو بكر صدقه وأمن به . ""
وبعد أن تأكدت من استحالةِ أن تكون الحال معرفة ،

تراجعك عن كونها حالاً شيءٌ جيد . فقد أرحتنا من عناء إثبات ما هو بدهيّ معروف .

أما اعتبارك الواو استئنافية ، فهذا ما لا نوافقك عليه ، لأن المعنى لا يختل لو عطفنا "المقيمين الصلاة" على "الراسخون في العلم" أو على "المؤمنون" ، وشرط واو الاستئناف أن يكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها في المعنى أو في النوع ، والمقيمين الصلاة يصح عطفها على "الراسخون في العلم" أو على "المؤمنون" ، وبذلك فهي للعطف أولى .

أما إن شئت مثالاً على الاستئناف كقوله :
وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ [COLOR=Blue]وَ (111)

فالواو الزرقاء هنا للاستئناف لأنه لا يمكن اعتبار كون الله عليما حكيماً معطوفا على من يكسب إثماً .

أما قوله " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ [COLOR=Blue]وَ" التوبة (18)

جميع حروف الواو الزرقاء هنا هي للعطف ، إذ هي تعطف أفعال من يعمرون مساجد الله من إيمان بالله وإيمان باليوم الآخر وإقامة الصلاة وغيتاء الزكاة وخشية الله ، فهذا من باب العطف ولا يختلف عن الآية موضوع النقاش .

أما قولك :

اقتباس:"أو هو من باب عطف الجملة على الجملة ."

فهذا ما يدين حجتك ويعضد حجتنا .

فكما تعرف - أو لا تعرف - أن الجملة المعطوفة يجب أن يوافق إعرابها الجملة المعطوف عليها .

فإن قلتَ أن "المقيمين الصلاة" معطوفة ، فلا يخلو أن تكون معطوفة على "الراسخون في العلم" أو "المؤمنون" ، وعليه يجب أن تكون مرفوعة مثلهما ، إذ لا يمكنك أن تعتبرها معطوفة عليهما لكنها مخالفة لهما في الإعراب ، هذا من أبجديات النحو يا عزيزي عبد التواب .

فإن أقررتَ العطف فهذا يلزمك تخطئة الآية بنصب "المقيمين" ، وإن أنكرتَ العطف فيكون حالك حال من يقول كلاماً ثم يردّه على نفسه .

ولا أخالك تتمنى أيهما .

وفي نهاية كلامك تقول :

اقتباس:"إذن فالتفسير المتبقي للنصب هو على المدح كما ذكرت أنت وكما نقلت من التخريجات السابقة "

وبعد كل هذا الصداع ، ما الذي أضفتَه لما نقلتُه أنا عن سيبويه وقمت بالرد عليه في الموضوع الأصلي ؟

على كل حال

يعطيك العافية

فقد حاولتَ جهدك

وسلامتك من الانفلونزا

لقد عانيت منها الاسبوع الماضي ولا أتمناها لأحد .

تحياتي لك