[CENTER]إقرار المحتضر! (تصريح عبدو حكيم!)

شبكة البصرة
د نوري المرادي

قبل الغزو بثلاثة اشهر وتحت عنوان "مؤتمر السماسرة" على موقع كتابات، وحيث انتظم وقتها آخر اجتماع لما سمي بالمعارضة العراقية، قبل الغزو، ذكرت: ((أن هذه الرموز المسماة بالمعارضة لا يجمعها غير الخيانة لذا سرعانما تتضارب مصالحها فتغرق البلاد بحمام من الدم لا يعلم نتائجه إلا الله. وهذه الشلة، وقد قبلت عمليا بالخضوع المطلق للغازي وارتضت لنفسها وضعا كوضع خصيان الخليفة، فسيكون همها التنافس على نيل الحضوة عند المحتل، وبالتالي ستغرق البلاد بالمؤامرات والمؤامرات المضادة، بحيث يألف الناس رؤية الجثث على الأرصفة بعد طعنة خنجر من هذا وسم من ذاك)) 1

كما وقبل هذه الفترة بشهور كتبت ما مضمونه: ((قد أفتى الحكيم بالتعاون مع المحتلين وصرح الجلبي مثنيا على هذا التعاون، وهما في هذا وقعا على احتلال العراق، وإن نجح الاحتلال فسترميهما أمريكا إلى المزابل 2 وحبذا لو يدرك باقر حكيم أنه بالأساس مشروع طائفي، لو حتمت الظروف على المحتلين اللجوء إلى المشاريع الطائفية، فلن ينل هو شيئا 3 وقد انتهى دور ما سمي بالمعارضة العراقية مرة وإلى الأبد. فإن فشل الغزو فقد انتهت هذه المعارضة.... وإن نجح فالجيش الأمريكي الذي احتل العراق بدمائه لن يعط مكانا لشيوخ يتفرجون على المعارك من خلال الفضائيات. ولن ينسى لهم أنهم خدعوه حين أعلنوا أن الأرض مفروشة له بالورود .أما دور ومصير هؤلاء، فمحسوم، بـواسطة friendly fair أو بتقرير ما يرسلهم إلى غوانتانامو، أو بطرد)) 4

وهذا ما نراه اليوم على الساحة، بشهادة مصير خوئي وباقر وياور وباججي وحميد مجيد وإشيقر وكبة وكفايي وحافظ وجلبي ومن لف لفهم ممن قتل مشنوعا أو انزوى هاربا من العراق ينتظر. اللهم إلا واحد – عبدو حكيم، قد طال به العمر السياسي والبيولوجي إلى هذه الأيام. ولو قسنا كل عميل من هؤلاء بحسب جرمه، لكان عبدو حكيم بلا مراء الأكثر جرما وجناية بحث شعب العراق. وعبدو قال مرة معترفا بجرم الخيانة العظمي أنه تحصل من حافظة النظام على تقريرا سريا من 16 صفحة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية وأين تستعمل وأين هي مخبأة وسلمه إلى وزارة الدفاع الأمريكية. وعبدو كثيرا ما أعلن عبر الصحافة أو المقابلات المرئية والمسموعة التي جرت معه مثلما عبر موقع (موسوعة النهرين) عن وجود مخبأ لأسلحة الدمار الشامل تحت مدرسة أو سوق أو حي لتقصفه أمريكا وبريطانيا فيموت بسبب العشرات من الأبرياء. وعبدو أيضا أول من دخل العراق على الدبابة الأمريكية، والقارئ لابد ويعرف عن إجرام ما لم تعد تسعه المجلدات.

ولعبدو حكيم بالمناسبة يد كبرى على عدة قيادات من جيش مقتدى كأبودرع والدراجي بل وحتى ممثله السابق في الخارج حسن زركاني اللاجئ حاليا إلى بريطانيا. ولعبدو حكيم هذه الأيام ملامح وتحركات وتصريحات أشبه بتلك التي بدت من أخيه المقبور باقر قبيل رحيله. وأهمها تبريز الأمريكان له ليصبح رئيس كتلة الائتلاف أو حقيقة الناطق باسمه، مثله في ذلك مثل أخيه باقر قبيل الغزو يوم برزوه وجعلوه الأول في مجلس المعارضة ومنحوه ما لا يقل عن 36 مقعدا مقررا من 76. وقد اسند الأمريكان إلى باقر الترويج لمشروع الغزو فأبدع بل وأفتى أيضا 5 وقام بالدعاية خير قيام، حتى أن خلت جعبته ولم يعد يؤثر في الأحداث رفعوا الحصانة الأمنية عنه، وأمرت نائبه طاهر أصفهاني (حامد بياتي) لأن يرخ الحماية حوله حتى نالته يد لا تخطئ فلم تبق منه شيئا. وعبدو أيضا تم إبرازه على غيره فجعلوه الناطق باسم ما يمسى بكتلة الائتلاف ومنحوه 128 من 276 مقعدا أي النسبة ذاتها تماما التي منحوها لباقر في مجلس المعارضة. وعبدو يكاد يكون كرر اليوم موقف أخيه باقر قبيل مقتله. فباقر، وفي مقابلة له مع محمد الأنور (إيلاف) قبيل مقتله اعترض على ما يدبر من حرب بين الشيعة والشيعة وبين السنة والسنة، وقال حرفيا إن مشاكل العراق يحلها العراقيون ولا يجب أن يتدخل أحد فيها. وهو ما قاله اليوم عبدو على الفضائيات معلقا على دعوى لعنان بعقد مؤتمر دولي حول العراق. وعبدو الذي أبدع حقا في إيجاد ما يسمى بالاحتقان الطائفي وفي دفع الاقتتال السياسي إلى أقصاه وتلبيسه اللبوس الطائفية، هذا العبدو، وكما يبدو، فرغت جعبته ولم يعد لديه ما يضيفه لذا لابد من تقدميه، كما قدموا بيير جمييل، ككبش فداء لحالة مجهول قادمة يفترضونها تمد في عمرهم يوما واحدا.

وعمليا، فأي تدخل رسمي لدول الجوار وأي مؤتمر رسمي يعقد عن القضية العراقية فلابد وتكون نتيجته الحتمية هي لصالح أو قلها تتوخى استقرار الوضع القائم (كما يحلمون) والذي بطله ورمزه ورئيسه الفعلي هو باقر حكيم في ذلك الوقت، وعبدو حكيم في هذا الوقت. وباقر الذي استقتل للحصول على دعم السعودية والكويت وأمريكا وإيران وسوريا والأردن، وتحصله، قبل وبعد الغزو، وقف فجأة وعارض التدخل بما فيه تدخل ولية نعمته إيران،، لمجرد أنه رأى موته قادما. وإن مات فلا نزل القطر. أي أن رفضه التدخل ليس وطنية، إنما لأنه مقتول ميت خارج عن الحسبة. وعبدو حكيم أيضا فعل المستحيل لينال دعم إيران وسوريا والكويت والأردن وأمريكا وبريطانيا وكل من له إمكانية للتدخل، وقد تحصله وكان فرحا جذلا به، لكنه اليوم ينقلب فجأة ويرفض التدخل بما فيه تدخل ولية أمره إيران،،، لأنه أيضا يرى موته قادما أمام ناظريه.

أو هكذا أفترض، لكنه افتراض معزز ببعض الدلائل منها أن شائعات دارت عن احتمال اغتيال سستاني أو غيره، كتهويشة لمقتل باقر. والآن تدور شائعات عن استهداف الأمريكان لمقتدى. كما زار بريمر وكولن باول باقر قبيل مقتله، أما ليبلغوه خبر انتهاء صلاحيته أو يطمئنوه أو أي شيء من هذا القبيل. وقد استدعى بوش عبدو ليطمئنه أو ليخبره أن صلاحيته انتهت. وعمليا لا أجد سببا آخر لاستدعاء بوش لعبدو حكيم إلى الأردن مع وجود نوري مالكي. كما لا أستنتج غير هذا من قول بوش الصريح: " جئت إلى الأردن لأقول لساسة العراق وليس لأستمع منهم!" . وقد هيّأ الأمريكان عبدو لدور أخيه مقدما، وهم الذين منحوه أولا لقب "علاّمة" ثم بعدها لقب " حجة الإسلام والمسلمين " وهو الجاهل الأخرق الأقل من درجة " كيشوان " أهلية. والأمريكان هم الذين هيّأوا عمار ليأخذ دور أبيه وهم الذين منحوه لقب " علامة " أولا ثم " حجة الإسلام والمسلمين: وهو الجاهل الأقل من درجة " روزخون" أهلية. وباقر أجرت معه إيلاف مقابلة قبيل مقتله، تلك التي قال فيها: " آن أوان الرحيل" هذه التي لم يقلها عبدو في مؤتمره الصحفي المرئي اليوم، لكنها بدت ظاهرة على ملامحه اليائسة القانطة الحزينة وكلماته المخنوقة بالغصة الشديدة.

بل وأجزم أن يد الأحرار كما سبقت الأمريكان وطحنت باقر وبخرت جسده بنار حارقة في دنياه قبل الآخرة، ستسبق يد الأحرار أمريكا لتجعل من جثة عبدو هباءً منثورا؟

وهذه تكهنات، لي عليها أجران إن أصابت وأجر واحد إن أخطأت.

لكني مرتاح لتصريح عبدو حكيم اليوم من الناحية السياسة. ولأول مرة أشعر أن قد اتفق الغريمان!

فالمسألة في العراق حقا لا يحلها الجوار والأبعدون. وإنما يحلها المتحاربون على أرض الميدان. وقد أثبتت هذا تجربة السنين الأربعة الماضية من عمر الاحتلال. وكم من ترقيع افتعله العدو ولم ينفعه، وكم من أسر أو استشهاد ابتهج له العدو وتلاشى، وكم من مؤتمر جوار انتهت مفاعيله على أرض الميدان قبل أن يجف حبره. وهكذا شرم الشيخ وشرم العجوز ودول الجوار والمانحين والمانحات الأحياء منهم والأموات.

أقول أن قد اتفق الغريمان على رأي واحد، وقال عبدو أخيرا بما يقوله أحرار العراق وهو ((أن المعركة على أرض العراق وبين غيرمين هما المقاومة الوطنية العراقية وأحزابها، من جانب وبين المحتلين وعملائهم من الطرزان والتلمودوأصفهان وغلمان الاحتلال، ويجب أن تنتهي برأس أحدهما)).

على الأقل هذا هو قرار أحرار العراق ودونما اعتبار لما يفكر به الطرف الغريم.

لقد صمم أحرار العراق على أن يخرجوا المحتلين وأعوانهم بالنعوش أو حاملين نعوشهم، وأنه لا يرضون بغير الحرب لهذا سبيلا.

والنتائج تشهد!

فوداعا يا عبدو!

مر على باقر ومجيد لو تكرمت!

1 – كتابات كانون الأول 2002

2 – جريدة الوفاق 0204 وكتابات والحوار 030422 بعنوان "كل إناء بالذي فيه"

3 – كتابات - ثأر السبي البابلي 030526

4 – كتابات - 030325 اليوم السابع

* - نصت فتوى باقر حكيم على: ((رغم الآيات القرآنية الناهية عن التعاون مع العدو واتخاذ أعداء الله أولياء، رغم هذا أجزت أنا العلاقة مع أمريكا)) (صحيفة الشهادة عدد 953)

شبكة البصرة
السبت 13 ذو القعدة 1427 / 2 كانون الاول 2006

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	رسائل الثورة العراقية الشعبية الكبرى..................!!!!!!!!!!!!!!!!!	زحل بن شمسين	13	951	09-29-2014, 04:31 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	هكذا كان تأثير المقاومة الوطنية العراقية قبل تسع سنوات...وهكذا سوف يستمر حتى التحرير	زحل بن شمسين	5	1,425	06-12-2013, 07:01 AM آخر رد: زحل بن شمسين
	إعلان السابع من مايو “يوم الليبرالية” الأول في السعودية ..	بسام الخوري	1	867	05-08-2012, 02:32 AM آخر رد: بسام الخوري
	شيخان واحد مسلم سني وآخر مسلم شيعي أقسم بالله أنهما عملاء إسرائيل	بسام الخوري	16	6,130	11-08-2010, 04:56 AM آخر رد: بسام الخوري
	سيدنا الأول آدم كان شاعراً موهوباً	arfan	3	1,190	03-30-2009, 11:59 PM آخر رد: بهجت