فالنظام اللبناني هو نظام عجيب غريب مفصل على قدر أرستقراطية قبلية عشائرية بلطجية طائفية تحاول التعايش مع بعضها البعض ولا تستطيع إلا بالكاد.

لبنان، كي يصبح ديمقراطياً، بحاجة أولاً إلى "علمنة على أساس مساواتي ترابي"، وإلا فإنه سوف يبقى - كما كان - طائفياً حتى نخاعه، يزني أبناؤه بوطنهم على كلمات "رشيد نخلة": "كلنا للوطن، للعلى للعلم"، يرافقها رجع الأجراس وتكبير المآذن ...

ما يحدث اليوم في لبنان ليس غريباً جداً، فهو "بلطجة جديدة" من بعض الفئات في بلد كل زعيم فيه هو "بلطجي" أو "مشروع بلطجي". وعلى كل حال، هذه "البلطجة" هي أبعد ما تكون عن الاحتجاج الديمقراطي، فالأقلية المعارضة تستند إلى "سلاح حزب الله" وتحاصر مقر الحكومة وتطالب بما يحلو لها ولكنها لا تعود إلى بيتها كفعل القوى الاحتجاجية في دولة ديمقراطية، فهي تتشدق بالديمقراطية وتملي مطالبها على الحكومة، لأنها "بفضل سلاح حزب الله وسوريا وإيران" أقوى من الحكومة الشرعية للبلد.

أرجو فقط أن لا تكون هذه الاحتقانات اليوم فاتحة لحرب أهلية جديدة يقتل اللبنانيون فيها بعضهم - كالعادة - من أجل مشاريع طائفية وحسابات إيرانية سورية. وأرجو أن يتم نزع "سلاح حزب الله" على وجه السرعة، فلولا "سلاح حزب الله" المصوب اليوم إلى صدر الحكومة اللبنانية لما وصل لبنان إلى هذه الحالة من الاحتقان.

واسلموا لي
العلماني