الاعجب ياعزيزي العلماني ، أن لو أفترضنا أن هناك ممارسة ديمقراطية حقيقية في "لبنان" فإن الالتزام الشعبي بالممارسة الديمقرطية معدومة ، وهذه ملاحظة سجلها "سعيد تقي الدين" في مذكراته باوائل الستنيات فهو كاديب لاحظ التناقض في طبيعة اللبناني كإنسان فهو خارج دولته إنسان متحضر و من خيرة الناس ، لكن حين يرجع قريته يفقد تهذيبه ويضع مدنيته جانبا ليعود فورا إلى فطرته البدائية وينغمس في أكثر النزاعات العشائرية تفاهة ...

لذلك صعب أن تلغي الطائفية في بلد كلبنان لأنها من طبيعة المجتمع نفسه ، فإذا القيت بها من خارج الباب ..فستدخل تلقائيا من النافذة

وليست النافذة سوى مسرح كبير يلعب عليه (زعماء الطوائف) من أجل تخريب لبنان ، وتحقيق اهداف لدول اخرى على مصلحة لبنان كشعب.

ومن الصعب جدا ، بل المستحيل أن يقبل اللبنانيين العلمنة ، فالموارنة يعتبروها تفكيك لسيطرتهم على الساحة السياسية خاصة وان نسبتهم تقل يوما عن يوم إلى جانب كونهم انعزاليين، والسنة والشيعة رافضين الفكرة من الاساس ، والدروز يريدون علمنة سياسية فقط للنيل من عدوهم التاريخي الموارنة

في النهاية تبقى كلمة ميشيل شيحا عابر لازمنة لبنان ( هذا البلد إذا بقى بشكوكه واحقاده المتبادلة بين طوائفه ... فالعنف هو دربه )

وخاصة ان زعماء الطوائف مازالوا يرفعون شعارات تقوم على عدم الولاء للبنان أولاً وتابعيات ماوراء لبنانية وجره إلى ساحة صراع تستعرض الدول فيه عضلاتها.

(f)