لبنان، وبسبب الحرية التي يتمتع بها المواطن اللبناني، يبدو - أقول يبدو - أقرب إلى الديموقراطية من غيره في المنطقة، وأمثلة الشارع تدل تماماً على أنه ما من فئة في لبنان تمارس الديموقراطية برغم تلك الحرية الممنوحة لدرجة الفلتان. فما نراه الآن هو نتيجة ذلك وليس مظهراً ديموقراطياً! ولكن هل هو جديد على لبنان؟ هل هذه الفئة هي الوحيدة التي لجأت لهذا الأسلوب؟ أو بكلمة أخرى أي جهة لبنانية لم تلجأ له في يوم ما؟ الوعي الجماهيري اللبناني ليس وطنياً عند أي فئة بل هو طائفي عشائري فأي ديموقراطية نرثي ونطلب ونقارن؟ إن نفي الديموقراطية عما يحدث حالياً بلبنان لا ينفي عنه حرية الفلتان فلماذا نستنكر أي تصرف من أي طرف لبناني ونسكت للآخر أو نبرر له ما دام الأطراف جميعاً متفقين على أن المصلحة العليا هي للطائفة بالرغم من إعلانهم بهتاناً الولاء لكل الوطن؟!

إذا كان لا بد من رثاء فليكن رثاء للوعي الجماهيري الذي مهما بلغ فلن يتعدى العائلة أو الطائفة او العشيرة، وأي (تحليل) ما شاء الله لهذا الوضع ينسب السبب لطرف أو شخص ما دون الاكتراث بما يفهمه المواطن هو تحليل فاشل.

لذلك، لا أرد السبب لفئة واحدة، أما أي تغليب في الرأي لأي فئة فهو شر مطلق وإيقاد للفتن. والأكثر شراً وفتنة مقارنة وعي الناس هنا للديموقراطية بالديموقراطية الحقيقية، فهذا فوق شرّه تلبيس للديموقراطية ما لا يليق بها واستخدام لاسمها لا يختلف عن المتاجرة.

إلى أن يتفق الشعب العربي على أن مصلحة الكل فوق الجزء
رح تكون الفرجة أحسن ...
وسميرة توفيق ليست أكثر حكمة من الغناء الشعبي القائل:
سيرو على ما قدّر الله
وال كاتبه ربك بيصير
مع التحفظ على "ربك" :saint: