الفروق الفقهية هي فروق نظرية تخص النخبة والصفوة :D والخاصة جداً، ممن يجلس ساعات باليوم يطلع على دينه.
أما على أرض الواقع فالأمر مختلف تماماً، فالدين الإسلامي بعمومه لا يفرق بين السياسة والدين، ولا الخاص والعام، وسلطة أولياء الأمر دينية أصلاً، وكون هذه المرجعية تصدر من مصدر إفتاء أو مراجع شيعية لا يغير على أرض الواقع شيئاً. الناس بشكل عام تُجيش من خلال الدين بأغلبيتها ولدى الطرفين، هذه الفروق الأساسية النفسية التي تحاولون وسم الشيعة بها، هي أمر "ضد" يساري تماماً، ويتقاطع مع التبرجز (*) اللاواعي الذي يرقص على أنغام الصراعات العامودية والمصطنعة. شرحت أن الشيعة غير متجانسين وهو أمر طبيعي كما السنة غير متجانسين، المنتمين لحركات مثل الأخوان يتخذون منهم مرجعيات سياسية وليس فقط حول أمور الدين العامة، والعالم الذي يفتي بأمر الإستشهاديين ناعتاً إياهم بالانتحاريين، فإنه يتصدى لقضية سياسة بالدرجة الأولى. ثم تعوا لهون؛ لماذا عندما نتحدث عن قطاعات سنية يمكنكم عدم التعميم ومن ثم التقسيم ومن ثم أخذ كل حالة على حدى، بينما عند الحديث عن الشيعة يصبح التحدث عنهم كقطعان متجانسة أو واحداً كلياً؟
هذا لدي هو "التثيقف" بحد ذاته، والكيل بسبعين مكيال وليس مكيالاً واحداً.
لدي: يفهم الإنسان وتفهم الأحداث من خلال تعقيداتها على أرض الواقع، وليس من خلال أسباب تُرجع لعامل واحد بسيط، إذ أننا هنا سنسقط بنظريات أكروباتية لمحاولة تفسير ما لا يمكن تفسيره، وتقوم عملية تزوير للتاريخ لتناسب أفكارنا المسبقة، فتصبح إيران حليفة أمريكا، ويصبح حزب الله حليفاً لإسرائيل، و"حلني بأى وقتها" إذا قدرنا فهم أي شيء.

تحياتي.

(*) معليش اتهموني بالنزق والعصبية واستخدام كلمات غير محترمة، ولكنه رأيي الذي أنا مقتنع به