اقتباس:فأنت عندما تدخل بيتك وتجد أمامك جهاز فيديو جديد، فإن أول سؤال يطرحه عقلك وينطق به لسانك فورا وبشكل لا شعوري هو: "من أين أتى هذا الجهاز...؟" وكذلك الأمر بالنسبة للنواة الأولى للمادة

هناك أمرين جعلاك تسأل عن من أين جاء الجهاز ولولا ذلك لما سألت عنه.
الأمر الأول : هو علمك المسبق بأنه سبق الجهاز فراغ فلم يكن له وجود في بيتك ...ولكن هذا لا ينطبق على "أصل المادة" فلا يوجد لدينا علم مسبق إن كان قبلها عدم أم أنها قديمة أزلية فقد تكون قديمة أزلية وبالتالي لا معنى لسؤالك من أين نشأت لانها لم تنشأ أصلا .
الأمر الثاني: هو إفتراضك أن الجهاز لم يأتي من العدم بناء على تعودك فأنت لم ترى أجهزة تخرج من العدم وكذلك بناء على كون الجهاز معقد التركيب فهذا الجهاز الذكي لا يعقل أنه جاء هكذا فجأة من العدم ..وعليه فسؤالك من أين أتى الجاهز مشروع وصحيح ولكن سؤالك من أين نشأت نواة المادة غير صحيح ؟لبساطة المادة الاولية ولعدم علمنا المسبق بأصلها (إن كان محدث أم قديم)

اقتباس:أما قولك بأن "من الخطأ الإفتراض بأن المادة قد نشأت" فإن ذلك مردود عليه بأن السببية هي إحدى مقولات العقل، وتعني بأنه لا حركة في الوجود مهما كانت دون علة سابقة عليها أسبقية زمانية. فهذا الكتاب الموجود أمامي على الطاولة، لا بد منطقيا وأن هناك علة ما هي التي أوجدته على الطاولة

نفس الإحتمالين بتعبير مختلف ... حركة سبقها حركة يعني تسلسل الحركات إلى الأبد ... وهذا يعني انك تقول بالإحتمال الثاني وترفض الإحتمال الأول وهو أن الحركة جاءة من الاحركة ولا مادةوهو إحتمال السنجلرتي ..

اقتباس:وحول قولك بأزلية المادة، فقد سبق وأن أوضحنا أكثر من مرة بأن موضوع الأزلية هو زمان المادة بعد نشوئها، في حين أن موضوعنا هو من أين أتت المادة. وبالتالي يظل القول بأزلية المادة خارج عن موضوعنا.

كلام مبهم .


سؤالك من أين نشأت نواة المادة سيكون منطقي لو كتبته بهذه الصيغة :
ما هو أصل المادة ؟