عزيزي وضاح الرؤى .(f)
إحصائية هامة و موحية ،و سبق أن قرأت دراسة أجريت و لمدة طويلة على عينات من شعوب مختلفة توضح نسبة المؤمنين و الملحدين و اللاأدريين في الشعوب المختلفة و لكنها قديمة نسبيا ، هذه الدراسة وردت في كتاب د . رمسيس عوض ( ملحدون محدثون و معاصرون ) كملحق ، وقد أجريت الدراسة عام 1982 و صدرت عن جامعة أكسفورد ، وكانت نسبة الملحدين في الولايات المتحدة 2 % ،وفي فرنسا 29 % و في السويد 35 % و الدانمارك 27 % و اليابان 23 % و المانيا 16 %و هولندا 25 % وروسيا 50 % ، و لكن النسب الباقية ليس من المؤمنين بل تشمل أيضا اللاأدريين و هذه النسبة كانت كبيرة في اليابان لتصل إلى 38 % ،ولو قارنت تلك النسب بما وردت في دراسة مؤسسة G F K ستجد نموا في نسبة الملحدين ففي المانيا مثلا زادت النسبة من 16 إلى 37 % و في هولندا من 25 إلى 41 % و هكذا إن أعداد الملحدين في أوروبا تضاعفت تقريبا خلال 20 عام فقط ، و رغم ان الولايات المتحدة تظل الأدنى في نسبة الملحدين إلا أنها تضاعفت 4 مرات من 2 إلى 8 % ، هناك استثناء وحيد ربما هو شعوب الإتحاد السوفيتي السابق التي اتجهت للمسيحية كرد فعل طبيعي على الإلحاد الذي دفعت اليه بسبب العقيدة الشيوعية .يمكن أن نفكر في أسباب متعددة لهذه الظاهرة في أوروبا و العالم المتقدم عموما ،و أيضا يمكننا التفكير في نتائج متعددة لهذه الظاهرة خاصة على المدى الطويل ، متزامنا مع زيادة نسبة الملحدين و الاأدريين على حساب المؤمنين ، هناك أيضا شيوع النموذج الليبرالي للدين المسيحي على حساب النموذج الأصولي او التقليدي وهذا على النقيض من موقفنا في العالم العربي ،

اقتباس:وبذلك تكون هي المغذي الاول وكما جرى بالتحديد في نشرها للاصولية الاسلامية القاتلة في مصر "السادات" وخلال حرب أفغانستان

هناك يا عزيزي تحذير على علب التبغ تقول ( التدخين مسؤولية كل مدخن ) ، الأصولية أيضا مسؤولية كل أصولي و أيضا مسؤولية المجتمعات التي تتفشى فيها ، نحن نميل إلى أن نعامل أنفسنا كالأطفال غير مسؤولين عن أي شيء حتى ما يخصنا ، هناك دائما سبب خارجي نعلق عليه قصورنا و خيبتنا ، كان هذا السبب إنجلترا ثم صار الإتحاد السوفيتي و إسرائيل و الان أمريكا ، أمريكا استغلت الأصولية الإسلامية الموجودة بالفعل ووظفتها بانتهازية و قصر نظر في صراعها ضد الإتحاد السوفيتي ، و لكن هذه الأصولية كانت موجودة دائما فحركة الإخوان ظهرت عام 1928 و انتشرت خلال اعوام قليلة كالنار في الهشيم قبل أي تواجد امريكي في المنطقة ، وأخيرا نجحت في تدبير انقلاب عسكري عام 1952 و أمريكا ما تزال تراقب المنطقة باحثة عن فرصة ، من حسن الحظ أن اختلف الضباط مع قيادات الإخوان و إلا كانت نصف أيادي المصريين مقطوعة و الرجم كالكلاب على ودنه ، إن السادات قد قتل منذ 25 عام فكيف ظلت الأصولية مزدهرة بعده بل و تنمو كل تلك السنوات ؟، لماذا لا نعترف بالحقيقة المرة ونواجهها ، المصريون أصوليون و يغرقون باستمرار في أصولية مدلهمة ،و عليهم ان يستيقظوا أو يفنون كشعب .