اقتباس: وضاح رؤى كتب/كتبت
الاستاذ العزيز بهجت
الولايات المتحدة هي في الاساس دولة و مجتمع أصولي قائم على عقيدة متشددة هي "البيوريتانية" وهؤلاء المهاجرين كانوا متعصبين لابعد الحدود وهذا واضح من تاريخهم في الارض الجديدة وذلك بصبغ حياتهم بالفكر الديني ، حتى أن الادارة الامريكية تدور على فكرة المزج بين المقدس والسياسي ...
أما من ناحية مصر فالولايات المتحدة المحرك الاول لسياسات الرئيس "السادات" هي من شجعت على استخدام الدين ، كضرب للتيارات الفكرية اليسارية لخوفها من وصول الشيوعية لمصر ،
إلى هنا ولي عودة مطولة
(f)
عزيزي وضاح الرؤى .
تحياتي .(f)
ألا ترى معي انه ليس من الصواب إطلاق الأحكام العامة على مجتمع شديد التعقيد مثل المجتمع الأمريكي ، هذا التعقيد يشعر به كل من تصدى لدراسة هذا المجتمع حتى بين الأمريكيين أنفسهم ، فالمجتمع الأمريكي مختلف حتى عن المجتمعات الأوروبية الأقرب له ، قبل أن نتحدث عن الأصوليات المسيحية علينا أن ندقق بعض النقاط حتى لا نصل إلى نتائج خاطئة ، فالأصولية البروتستانتية ليست ذاتها الأصولية الإسلامية التكفيرية ، فالبروتستانت لا يقتلون منكر معلوم الدين بالضرورة ولا يفجرون أنفسهم بين مخالفيهم ولا يذبحون الكاثوليك بالمثقاب الكهربائي ، إن المقياس الغربي للأصولي تجعل كل المجتمعات الإسلامية أصولية بنسبة 100 % و بلا استثناء ، كل من يؤمن بحرفية التوراة يصنف في الغرب كونه أصوليا ، فهل ترى أن كل من يؤمن بصحة القرآن أصوليا ،وهل لو طبق هذا التعريف على المصريين مثلا هل ستجد بيننا من هو ليس أصوليا بما في ذلك من يصنفون أنفسهم ليبراليين أو علمانيين ، يا سيدي كان رجلا مثل المدعي العام الأمريكي يصنف كونه أصوليا لأنه يتلو صلاة قصيرة في مكتبه قبل مزاولة عمله فهل هناك رئيس عربي لا يدعي أنه متصل بالله مباشرة و أنه مؤمن ورع ؟.
رغم هذا التوضيح المبدئي طرحت الأصولية الأمريكية في أكثر من شريط في نادي الفكر تحديدا ، لأنه لا يمكن إخضاع دولة علمانية عظمى لنفس المقاييس التي نحكم بها على دول مغرقة في التخلف ، إن الطبيعي و المتوقع من رئيس لدولة علمانية كبرى خاصة في الأوقات التاريخية الحاسمة أن تعكس سياساته علمانية الدولة و انتمائها لكل مواطنيها بصرف النظر عن كونهم مسيحيين أو مسلمين و يهودا و بوذيين ولا دينيين و بهائيين .... الخ .و أن يصيغ سياساته و خطابه بعيدا عن الشعارات الغوغائية الحدية مثل هذا شرير أو طيب .
على ضوء هذا الايضاح يمكننا قراءة شريط طرحته و يتناول هذه الظاهرة ( الأصولية الأمريكية ) بعنوان (كي نفحم المتشككين في العلمانية الأمريكية )
هنـا
و هو على النقيض من عنوانه الساخر يؤكد وجود ظاهرة الأصولية المسيحية في أمريكا و لكنه يضعها أيضا في حجمها الحقيقي كأحد الاتجاهات السياسية المتناقضة و لكنها المتعايشة و المتزامنة داخل النسيج السياسي الأمريكي المعقد .
لا أشك أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع ليبرالي منفتح بشكل عام ،و لكن هناك أصوليات يهودية صهيونية منغلقة تمارس نفوذا واسعا على أجهزة الإعلام و الكونجرس و البيت الأبيض و مراكز صنع القرار المرتبط بالشرق الأوسط خاصة . كما أن هناك على الأقل 50 مليون أصولي بروتستانتي أمريكي نشط evangelical ( يؤمنون بحرفية التوراة ) ، ينتمي إليهم الكثير من القيادات الأمريكية و قدمت خلال السنوات ال 50 الأخيرة رئيسين لأمريكا كانا بالغي العداء للعرب و المسلمين هما رونالد ريجان و جورج بوش الابن ،و الأخير هو النموذج القياسي للأصولي البروتستانتي ذو الميول الصهيونية .
إن النبوءات التوراتية و أفكارا مثل نهاية العالم و هر مجيدون ، لم تعد قاصرة على بعض المتهوسين هنا و هناك بل تتردد على ألسنة مسئولين أمريكيين ، بما في ذلك الرئيس الأمريكي بوش الذي ينتمي لطائفة دينية متزمتة ، وكانت هناك حملة في الولايات المتحدة للوقوف ضد إعادة انتخابه بسبب الخوف من أصوليته و الشك في سلامة حكمه على الأمور ، وكل ما أحاوله هو أن نعي تلك الحقائق كما هي دون تهوين أو تهويل .
إن أنشطة الأصوليات البروتستانتية المتعاطة مع الصهيونية واضحة و تمارس بلا أدنى وازع إنساني ،و لكنها أيضا تنقد بقوة من الليبراليين . عن تيموثي ب- ديبر- عميد نورث بايسيت أستاذ اللاهوت و مؤلف ( العيش في ظل العودة الثانية) : (منذ مناحيم بيجين لم يقم أي رئيس وزراء إسرائيلي بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية من دون أن يتصل بقيادات اليمين المسيحي الجديد و يعقد معهم لقاءات مفتوحة و مغلقة ، و تنظم ( مؤسسة التجديد ) في أطلنطا المؤتمرات و تدعو إلى ترويج الدعوة للاشتراك فيها حتى يدرك كل المؤمنين أن لهم حقا في ميراث يهودية القرن الأول للكنيسة .. وفي حب إسرائيل و شعبها . في عام 1995 نظم تيد بيكيت من كولورادو – سبرنج ( الأصدقاء المسيحيين للجماعات الإسرائيلية ) لتوفير المساعدات للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة و غزة ، وفي عام 1998 أصبح هناك 35 محفلا معنيا ، يتوقع معظمها الاهتمام بإسرائيل في مجتمعاتهم ) .
هناك شريط آخر طرحته يتناول بالتحديد أصولية بوش أعتقد أنه مخدوم بشكل جيد هو ( بوش و أجندة الله !)
هنا
هناك شريط ثالث يتناول نفس الظاهرة طرحته بعنوان (أرتعش رعبا من أخلاقية بوش و فطنته) ، ،وحتى لا اتداخل مع استطراد الموضوع المطروح سوف أستعرض بعض محتوياتهما مع تطور هذا الشريط .
:97: .