عزيزي محارب النور،
أنت تشير إلى انقلاب جيني حدث قبل ثلاثين ألف سنة أدى إلى تطور مخ الإنسان ومكنه من الكلام، ولكن هذا الانقلاب الجيني - على فرض صحته - توارثناه جميعاً متدينين وملحدين، مسلمين ومسيحيين ويهود و...ألخ، فما علاقته بموضوعنا هذا؟

أنت ترى أن فكر الإنسان مرتبط بجيناته، لهذا هو خارج عن إرادته.
دون الغوص عميقاً بتفسير مفهوم الإرادة، أرى أن هذا قد يكون صحيحاً بالنسبة للانفعالات والعواطف والتصرفات وردود الأفعال، ولكنه غير صحيح بالنسبة لقدرة الإنسان على التفكير العقلاني في أمور مثل الدين والغيبيات، وإلا هل يمكن الاستنتاج من كلامك أن ميل الإنسان نحو التدين أو الإلحاد يولد معه منذ ولادته؟

عزيزي مالك،
أنت ترى أن "الثقافة المجتمعية" هي التي تحدد ميلنا بهذا الاتجاه الفكري أو ذاك.
كلام جميل وصحيح إلى حدٍ ما، ولكن ما تفسير وجود تيارات فكرية متناقضة مثل التدين والإلحاد في مجتمع واحد، بل في بيت واحد؟
قد تكون ثقافة الإنسان وسعة معارفه معياراً مهماً في توجيه أفكاره، ولكن كيف نفسر وجود المثقفين والعلماء والفلاسفة في جميع التيارات الفكرية المتناقضة؟

تحياتي.