لا يمكن قراءة الوحدة السورية المصرية بهذا السياق ودون النظر إلى جملة الظروف التي قادت إليها ، إن كان على صعيد الداخل السوري أو الصعيد الإقليمي وتأثيراته على سوريا بالذات ، وأقول سوريا كونها كانت الطرف الأضعف في هذه المعادلة ..
بشاعرية وسديمية ، فالوحدة كانت - ولا تزال - مطلب مقدس برغم كل ما يقال عنه ، لكنه بنظري مستحيل بل بالغ الإستحالة ..
يهمنا الآن النتيجة .. كيف كانت نتيجة هكذا اتحاد ؟
الزميل وضاح افترض من جملة ما افترضه من تقييمات أنه " استعمار مصري " ، ورغم أني اخترت هذه الفرضية إلا أنها تعميمة وغير مرضية وتدخلنا في حسابات عنصرية ليست موجودة ولا يشعر بها السوري على الأقل .. وبكل تأكيد لا يشعر بها المصري أيضا .
الصحيح : إحتلال ناصري ..
عبد الناصر لم يكن نزيها على الإطلاق في مشروع الوحدة وأراده - من بين جملة أسباب - أن يكون نيشانا يعلقه على صدره (( هو )) وليس على صدر مصر ولهذا السبب فشلت الوحدة فشلا ذريعا وانتهت إلى ما انتهت إليه .. أيضا لم يكن البعثيون قادة الشطر السوري للوحدة نزيهون في إقحامهم البلدين في تجربة ساذجة وارتجالية كتلك ، بل فعلوها على قاعدة حسابات حزبية داخلية ..

القول بأن معظم مجلس الشعب السوري وافق على الوحدة أمر فيه نظر كبير .. حقيقة هؤلاء (( أقحموا )) في الموافقة ولم يكن لهم أي خيار : إما أن توافق أو أنت رجعي خائن ..
أما الشارع السوري .. فالتاريخ يشهد أنه وافق عليها بكل رحابة صدر ورحب بها أيما ترحيب .. ثم هو ذاته من أسقطها عندما سقط القناع عن القناع عن القناع ..

أتمنى القول بأنه ليت الوحدة استمرت ولو تحت لواء الشيطان ..
إنما شو أعمل اذا حساباتي تتعارض مع حسابات الشيطان ؟؟

تحية
(f)