الأعزاء
أتوقف عند مداخلة حمدين الصباحي في برنامج العاشرة مساء أمس كنموذج فج للضبابية و ضياع الأولويات و الخصومات العمياء مع النظام التي يغرق فيها البعض ، هذه الضبابية هي لازمة يسارية دائمة تجعلهم يرتمون في أحضان أعدائهم الفاشست متولهين قبل أن يعلقهم أولئك الفاشست هلى أعواد المشانق ، هذه الرواية الكوميدية السوداء حدثت دائما من برلين هتلر إلى طهران الشاه و بيروت نصر الله . أمر على التاريخ سريعا لأقول .. يجب علينا أن نعرف أين تنتهي الخلافات مع النظام مهما كانت حادة و جذرية و جوهرية ،و أين تبدأ المصالح المشتركة للوطن كله في مواجهة ما يهدد وجوده كله ، ما حدث في جامعة الأزهر هو ناقوس الخطر الذي يدفع جميع العقلاء و المستنيرين إلى وقفة جادة بعيدا عن التفلسف و الإدعاء و الحسابات الطائفية الضيقة ، فما حدث - و الأخطر ما يمكن أن يحدث - لا يهدد المسيحيين فقط بل يهدد الوطن كله بنيران توعدونا بها بالفعل . علينا أن نكتب و نحتج و نطالب الحكومة بأن تقوم بواجبها في حماية الوطن ، علينا أن ننسى مؤقتا تلك العبارات المحفوظة التي تلوم مبارك على كل شيء بما في ذلك تحريض قيادات الإخوان المسلمين ضد وطنهم ، علينا أن نتذكر أن عنوان مرشد الإخوان في المنيل و ليس في مصر الجديدة ، إلى أن نتذكر ذلك دعونا نتذكر أيضا أن المصريين هم الذين أتوا بالإخوان و هم الذين يتبعون كل صائح في البرية .. إلى الهلاك ، فهل نفيق و هل سيكون ذلك قبل قيام الساعة بزمن كاف ؟.