المنهج لا يشوه عزيزي رحمة

المنهج اقتضى أن يكون السلطان للأمة، تختار من تريد إماما خليفة.
وقد أسس ذلك الحبيب المصطفى ليلة العقبة الثانية إذ بايع القوم على شيء آخر غير بيعة الإسلام. ذلك أنه طلب منهم أن يخرجوا من هم في قومهم كفلاء.

لا يقال هنا أنهم ليس بوسعهم اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يقال ذلك لأنه كما لا يليق بأحد أن يؤم الجماعة الأولى غير رسول الله ليعلمنا كيف الصلاة، أيضا لا يليق بأحد أن يحكم الدولة الأولى غير رسول الله ليعلمنا كيف الحكم.

لو كان أمر الحكم والسلطان ليس بيد الناس، لاكتفى الرسول ببيعة الإسلام في العقبة الأولى، وهي تتضمن نصرة الرسول وطاعته، كيف يشهد امرؤ أنه رسول الله ولا ينصره ولا يطيعه؟

فلو اختارت الأمة أبا بكر أو بلالا خليفة لما ضر بها ذلك، لا سيما أن نقباء الأنصار كانوا مجتمعين في السقيفة، ولا سيما أن من اختاروه ومن نصراه هما من أضعف بيوتات قريش، عنيت أبو بكر وعمر وعامر.
ثم إن هاشم وأمية وزهرة وأسد لم يبايعوا حسب بعض الروايات، وفيهم العدد والعدة، ولهم النصر والنصرة، وطاعة العرب فيهم، وعصبة الرسول منهم، وهم عصبة دونا عن الناس.

وليس الأمر أبدا وراثة في آل بيت رسول الله، ثم في نسل الأصغر سنا من أحفاده، على أنه أقر بأن أخاه الأكبر خير منه.

لا فضل أبدا لعلي بن الحسين على الحسن المثنى بن الحسن، كلاهما في درجة واحدة من القرابة، أما التقوى فعلمها عند ربي!

أما خوضنا في أمور لم يصرح بها حذيفة فلا يصح، لأن من شهد الواقعة أمروا بالكتمان، فكيف عرفنا نحن الأمر؟