تروتسكي
عضو رائد
![]()
المشاركات: 955
الانضمام: Apr 2004
|
في خلفية الاحباط الليبرالي
ينتقد المقال المطروح تخبط التيار الليبرالي الجديد في لبنان الممثل بقوى 14 آذار وتحول هذه القوى إلى قوى سلطوية متفردة
اقتباس:الليبراليون الجدد, يعفون انفسهم, اصلا, من هذه الحاجة, بل انهم يتجاهلون وجود القوى الاجتماعية - السياسية, ومصالحها, وطموحاتها, ومشاعرها, ويعتقدون بأنهم يستطيعون اعادة هندسة المجتمعات, وفقا لخطط يرسمها اذكياء فرادى على برامج حاسوبية, قبل تطبيقها بالوسائل الادارية والامنية او حتى بالوسائل العسكرية للمرجعية الامريكية وحلفائها الاقوياء.
ويوصف المقال بوضوح وضع الطبقات الواسعة المهمشة في لبنان نتيجة لسيطرة التحالف الطبقي الحاكم ودوره الاقتصادي في انسداد الأفق الاجتماعي
اقتباس:لكن, على المستوى الاعمق, فان جماهيرية »المعارضة« تجد اساسها المتين, في وجود مظلة سياسية - الفها حزب الله والتيار الوطني الحر - للفئات الدنيا والمتوسطة من الطبقة الوسطى, والفقراء, والمهمشين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ويؤلف هؤلاء الاغلبية الساحقة من اللبنانيين الذين انحدرت مستويات معيشتهم, وذاقوا الامرّين من البطالة والغلاء وانسداد الافق الاجتماعي, طوال فترة حكم الليبرالية الجديدة, وهي تقوم على الخصخصة واولوية »الاستثمار« الكمبرادوري وحرية السوق على حساب الدور الاقتصادي - الاجتماعي للدولة, وافقار الاغلبية, وقد عالجت المدرسة الليبرالية هذه العملية القائمة على لبررة اقتصادية وحشية, ببرامج مكثفة من المساعدات الانسانية. وهو ما فعله, بالمقابل, حزب الله, مستفيدا من الدعم المالي الايراني, مع جماهيره, في محاولة لابعادها عن الصراع الاجتماعي, وتوظيفها في سياق دعم المقاومة.
وبدل أن يطرح الزملاء رداً على ازمة الليبرالية الجديدة في لبنان، يقومون بإعطاء وصفات لما يجب أن يكون عليه دور اليسار العربي، ويتبرع العزيز "وضاح رؤى" بتوضيح شكل اليسار المطلوب في لبنان، هذا اليسار الممثل بـ"اليسار الديمقراطي"..
إن اليسار الجديد المطلوب إذاً هو ذلك اليسار الذي يكون جزءً من النظام الرأسمالي القائم على أن يعمل على تحسين شروط العبودية للمُستغلين ويحول نضال المتضررين من وصفات الليبرالية الجديدة الاقتصادية من نضال لأجل إسقاط هذا التحالف الطبقي الحاكم إلى نضالات مطلبية فقط بما يتماثل مع شكل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الغربية.
هل هذا الدور المطلوب لليسار العربي ممكن فعلياً، أم أن محصلته عربياً شطب أي دور اجتماعي-اقتصادي لليسار؟
إن انتصار الاشتراكية الديمقراطية التي تكرست في أوروبا الغربية كانت نتيجة تسوية تاريخية بين الرأسمالية الغربية والطبقة العاملة حيث اضطرت الأنظمة الرأسمالية إلى إعطاء ضمانات اجتماعية واقتصادية للعمال حمايةً لديمومة النظام الذي كان مهدداً بثورات عمالية في كل أرجاء أوروبا مدعومة بوجود الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية.
بينما في المنطقة العربية، فالمطلوب عملياً بحسب نهج الليبرالية الجديدة هو تشكل نخب من "خبراء الاقتصاد" تكون مهمتهم تكيّف النظام الاقتصادي بحيث يقوم هذا النظام بالاندماج بالمنظومة الرأسمالية من موقع التابع عن طريق توفير بنية تحتية وأيدي عاملة رخيصة للاستثمارات الاجنبية التي يذهب ربحها لأصحاب رؤوس الأموال الأجانب فيما يعتاش النظام على الضرائب التي تؤخذ من دخول الطبقات المتوسطة والفقيرة بما يؤدي إلى تآكل هذه الطبقة الواسعة بشكل مطرد.
برفع الحماية عن الصناعات الوطنية الضعيفة أصلاً، ومن خلال تخلي الدولة عن دورها الاجتماعي في القطاعات الأساسية بحسب برنامج النخب الليبرالية لن يبقى لدور اليسار العربي المقترح إلا تجميل هذه العملية دون الدفاع عن من يدعي تمثيلهم.
أعتقد أن إسقاط دور اليسار الفنزويلي على "اليسار الديمقراطي" في لبنان يدخل في باب "وهم التماثل" ففنزويلا دولة تمتلك صناعة نفطية مهمة، ويعمل اليسار هناك على حماية الصناعات الوطنية، فيما اليسار الديمقراطي في لبنان هو جزء من ديكور القوى الليبرالية الجديدة في لبنان ولو تغنى باليسار صبح مساء.
اليسار العربي ضعيف، ولكن الناس المهمشة ستدافع عن مصالحها من خلال الأدوات المتوفرة، والصراع الطبقي وتضارب المصالح الاقتصادية قائم في بنية النظام الرأسمالي ولن يتوقف انتظاراً لأن يعي هذا اليسار دوره وهذا، بشكل جزئي، ما هو حاصل في لبنان اليوم.
|
|
| 12-15-2006, 09:25 PM |
|
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
