إعلام الريالة ـ السينما والتلفزيون وأشياء أخري

طول عمري بحب السيما علي رأي الفيلم وكان جنبنا سينما إسمها مودرن كنت بدخلها كتير لمشاهدة الأفلام وفي نفس الوقت علشان أشرب سجاير في الضلمة من غير ماحد يشوفني بس الحقيقة كنت دايما مدرك للفرق بين ماأراه علي الشاشة والواقع وكنت فاكر إن الأخرين كذلك ولم أكن أعرف مدي تأثير الأفلام علي الناس حتي مررت بتجربة أثبتت لي بما لا يدع مجالا للشك عكس ذلك

كان في سينما درجة تالتة في أول شبرا إسمها دوللي وكنت في إعدادي ومعدي جنبها وكان من ضمن البروجرام فيلم للمعتوه بروس لي ولسوء حظي كانت الحفلة خلصت والناس خارجة ولقيتلك واحد إبن مره شرموطة عنده حوالي عشرين سنة خارج من جوه وعمال يعمل حركات كاراتيه ويزعق وإبن العرص لقاني عيل صغير راح طاير في الهوا وضاربني برجله في صدري وطبعا أنا وقعت علي الأرض ورحت باصصله لقيت الحيوان بيستعد وعايز يكمل الفيلم معايا وطبعا نظرا لتفاوت القوة بيني وبينه لميت الدور ورحت ماشي وأنا بسب الدين لبروس لي والبهايم اللي بيتفرجوا عليه وتأكدت بنفسي من تأثير الهباب ده علي الناس

الحقيقة من ضمن الأشياء التي غسلت دماغ الشعب المصري هي الأفلام وكان دايما في تيمه في الأفلام المصرية تتكرر بشكل دائم وهي تمجيد الفقر حيث تجد الرجل الغني دائما شرير وأناني ومجرم ولا أخلاقي ولاهم له في الحياة سوي التفريق بين الحبيبين و كان سراج منير وزكي رستم بيسترزقوا من الموضوع ده كما أن الرجل الفقير دائما أخلاقي وطيب ومضحي والعيبه متطلعش من بقه وطبعا حسين رياض وعبد الوارت عسر -علي فكرة عبد الوارث عسر خريج التوفيقية زيي بس أنا كنت سابقه بدفعتين - كانوا عايشين من ورا الموضوع ده وكأنهم بقولوا للناس إن الفقر شئ كويس وبلاش جشع وعين فارغة

لو إستعرضنا بعض الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية سنجد هذا الموضوع وكأمثلة سأتكلم عن بداية ونهاية - القاهرة 30 ـ رد قلبي ـ الأيدي الناعمة ـ الأرض -

في بداية ونهاية يتحول طموح حسنين إلي شر علي يد عم نجيب وتابعه صلاح أبو سيف وينتهي الفيلم بمشهد مأساوي بإنتحار عمر الشريف بعد القبض علي أخته في بيت للدعارة وطلبه منها أن تنتحر رغم أن مافعلته كان بسبب طموحه

في القاهرة 30 طموح محجوب عبد الدايم يجعل منه معرصا علي مراته لصالح الباشا الغني الشرير وينتهي الفيلم بالفقير الثوري النظيف وهو يجري في شوارع القاهرة يوزع منشورات بينما تطارده طلقات البوليس

في الأيدي الناعمة نجد البرنس المتعجرف الذي ضاعت ثروته وتزوجت بنته من ميكانيكي يرفض مساعدة البروليتاريا له ولكن البروليتاريا الرحيمة تلقنه درسا في الأدب والأخلاق لغاية لما أتعدل وبقت ريحته وحشة زيهم

في رد قلبي ـ بصراحة مش عارف أقول إيه ولا إيه فالفيلم عبارة عن بروباجاندا من النوع المقرف لعبد الناصر وكل من هو غني في الفيلم فهو شرير طبعا ماعدا إنجي وذلك لأنها كانت علي علاقة بعلي إبن الريس عبد الواحد فتم تعميدها في نهر الفقر وخلاصها من أدران الغني

في فيلم الأرض - تجد الباشا لاهم له إلا سرقة أرض الفلاحين لعمل طريق يوصل الي سرايته ويتصدي له محمد أبو سويلم هو والذين معه أشداء علي الأغنياء رحماء بينهم

هذا طبعا بالإضافة إلي الأفلام الكوميدية التي تصور البطل وهو يدعك المصباح السحري أو خاتم سليمان فيظهر له الجني ويطلب منه أن يكون غني وعندما يحدث ذلك تتحول حياته إلي جحيم بسبب المال

الحقيقة كنت طول عمري ببص للأفلام القديمة علي إنها كلها أفلام كوميدية ومكنتش حاطط في بالي ولكن في منتصف الثمانينات ظهرت مجموعة من راسبي الثانوية العامة ولم يكن أمامهم خيار سوي الإلتحاق بمعهد السينما أو معهد القطن ففضلوا الأول والبعده أفتكروا نفسهم مثقفين ومبدعين وكان علي رأس تلك الشلة عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة ومعظمهم عبارة عن يساريين فشلة وبما أنهم مبدعين فقد أتخذت عملية تمجيد الفقر عندهم أفاق جدبدة بالإضافة طبعا إلي الوفاء لتراث الرعيل الأول من الفقريين

عم عاطف الطيب راجل طيب وبيحب الفقر والفقرا وأفلامه كان أهمها سواق الأتوبيس - كتيبة الإعدام ـ الهروب ـ ليلة ساخنة وبعد كده ربنا أفتكره بس الحقيقة فيلم سواق الأتوبيس عمل ضجة أول مانزل وعم عاطف بقي حديث المثقفين الفقريين

عم عاطف في هذه الأفلام عنده تيمه ثابتة بيلعب عليها وهي شخصية البطل الذي كان مجندا في حرب 73 ويعود من الجبهة ليجد البلد بيعت لنجوم الإنفتاح

في فيلم سواق الأتوبيس يبدأ الفيلم بنشال يقفز من شباك الأتوبيس بينما عم نور الشريف السواق ينظر إليه بلا مبالاة وينتهي الفيلم كما بدأ مع تغيير طفيف وهو إن عم نور عاد له الوعي ونزل يجري ورا النشال في الشارع وضربه علقة موت وهو يصرخ قائلا ياولاد الكلب علي أنغام موسيقي نشيد وطني في الخلفية وبين تلك الحادثين تدور أحداث الفيلم وهو عبارة عن سواق أتوبيس كان مجندافي حرب73 يواجه مشكلة أن ورشة النجارة بتاعة أبوه ستباع في المزاد بسبب ضرائب متراكمة ويحاول أن يلجأ إلي أزواج إخوته البنات الإنفتاحيين الجدد فيرفضوا مساعدته ولكن يقف بجانبه زملاءه في الكفاح المسلح ومنهم واحد مسيحي لزوم الوحدة الوطنية وعند نجاحه في الحصول علي المبلغ المطلوب يتوفي الأب ويستيقظ وعي عم نور وتوته توته خلصت الحدوته حلوة ولا ملتوتة

كثير من النقاد وعلي رأسهم الأقرع طارق الشناوي بتاع روز اليوسف قالوا إن الحدوتة حلوة وطبعا بعد إستخدام كلام كبير زي الحبكة الدرامية والبناء الدرامي والبطل الإغريقي والذروة وبناء الشخوص والإسقاط السياسي والواقعية الجديدة ومصر الجديدة والمهندسين

طبعا هتقولوا طيب وأنت زعلان ليه يانيوترال:what:

هقولكم أنا زعلان ليه:cool:
فيلم سواق الأتوبيس في حقيقته هو نفس الأفلام القديمة وتمجيدها للفقر بس بنكهة مختلفة شوية ولكن تظل الروح الفقرية كما هي فعم نور شخص فاشل مراته حبت تساعده وراحت تتعلملها كلمتين إنجليزي علشان تلاقي شغلانة كويسة وتقدر تساعده وترفع مستوي معيشتهم وطبعا لإن الإنجليزي لغة الإنفتاحيين والإمبريالية العالمية وعم نور راجل فقري وميحبش الحال المايل راح ضربها ومطلقها وطبعا عالم بالتفكير ده لازم يكونوا بهابم ومبيفهموش في البزنس ووضع طبيعي إنهم يخسروا الورشة وطبعا لأن جواز إخواته عالم صاحية ومفتحة وفاهمة بزنس يعني إيه رفضوا مساعدة هذا الفاشل وعرضوا عليه حلول أخري ولكن لأنه غبي رفض وطبعا كالعادة تم تصويرهم بالصورة النمطية للإنفتاحيين الجدد التي تخصص فيها وحيد سيف وراح عم نور ملموم علي شوية صيع زيه علشان يساعدوه

طيب هاقولكم حاجة تانية
إدي فكرة الفيلم ده لمخرج أمريكي وشوفوا هيعملها إزاي:?:

مع المخرج الأمريكي هتلاقي عم نور بيشجع مراته إنها تتعلم إنجليزي بل ويذهب هو الأخر معها لتعلم الإنجليزية وهيروح يعمل deal مع بزنس مان ناجح علشان ينقذ الورشة والتاكسي بتاعه شوية وهيبقي ميكروباس رمسيس العاشر وشوية يبقي أسطول نقل ولما حد من صحابه الفقريين يتصل بيه يقول لمراته قوليلهم مش موجود ولا مات يعني خلاصة الموضوع إنه كشخص متفائل ومؤمن بقدرة الإنسان علي تغيير ظروفه نظرته ستكون مختلفة تماما عن نظرة عم عاطف مدمن الفشل والهزيمة وطبعا هو حر لكن المشكلة في غسيل الدماغ للبهايم اللي بتشوف البلاوي دي ومتصورين إن عم عاطف مبدع وطليعي


في فيلم كتيبة الإعدام نجد شخصية مجند سابق في حرب 73 يتهم بإختلاس مرتبات الجيش أثناء حصار السويس وقتل عدد من زملاءه ويدخل السجن ويخرج ليجد الكل متنكر ليه ويحاول إثبات براءته ويجد أن بنت سيد الغريب الذي أتهم بقتله تحاول قتله أخذا بثأر أبيها مع التركيز علي صورة لسيد الغريب وهو يصافح عبد الناصر وينتهي الفيلم بحفلة إعدام جماعي لرجل أعمال ناجح ونكتشف أنه الفاعل الرئيسى لكل الجرائم ويتم ذلك علي خلفية موسيقية لأغنية وطنية ياحلوة يابلدنا يانيل سلسبيل

في فيلم الهروب نجد أحمد زكي مجند سابق في حرب 73 يدخل السجن بسبب تلفيق تهمة له بواسطة رجل أعمال ناجح ويخرج ليقتله في الفراش بجانب زوجته ويتحول بالتدريج إلي serial killerوكأن عم عاطف إبن القحبة حالف يمين طلاق إنه يموت رجل أعمال في كل فيلم له

يستكمل فيما بعد