في البداية يازياد ليس لدينا عقد قومية أو عصبية مذهبية تجاه الفرس ، فالفرس كشعب قدموا اسهامات هامة للثقافة العربية ، لكن حين نرى الجنون الاقليمي الايراني يسعى جاهدا بخلطته القومية (الشعوبية) واللاهوتية(المذهبية) يقومن الدين ويدين القومية تماما كإسرائيل ...لا من شيء سوى الاطماع ، يجعلنا أن نتوقف ! سأضرب لك مثال بسيط حين شرع "ياسر عرفات" في أن يتوسط لدى الخميني لاطفاء الحساسيات بين العرب والفرس، في أن يسمى الخليج الفارسي بالخليج الاسلامي ، كان رد آية الله (الولي الفقية ) ، رفض اقتراح عرفات مزمجرا "لقد كان الخليج فارسيا وسيبقى فارسيا لذلك يجب ان نتوقف عند ذلك المشروع ...

ملالي طهران بطبيعتهم الشعوبية يحنون لإقامة إمبراطورية شيعية كبرى تنطلق تجاه حدودها الغربية لانها لا تستطيع التوجه شمالا بسبب الوصايا الروسية سارية المفعول حتى الآن على الطوق السوفييتي الذي انتهى ، ولا تستطيع التوجه شرقا بجانب الكتلة السكانية الهائلة في الباكستان إلى جانب نقطة هامة وتاريخية هي أن إيران على مدار تاريخها منذ "كورش" تتوسع بإتجاه الغرب كمجال جيوبولوتيكي لها.

إذا نحن امام دولة تطمع في المجتمعات العربية لا سيما الخليجية كامتداد حيوي لها وهي بلدان صغيرة توجد بها اقليات شيعية كبري تتأخذها إيران لزعزعة امن واستقرار تلك البلاد ثم افتراسها (مستقبليا) وهناك من افترسته فعليا كالعراق وجعلته مجرد محافظة فارسية كبرى واقليم فارسي خارج الحدود الإيرانية ، تماما كإقليم "جوام" أو بورتو ريكو في الولايات المتحدة.

قد تستغرب حين ترى المشروع الفارسي الصفوي يسعى إلى ذلك بل ولا يختلف عن المشروع الإسرائيلي الصهيوني في توسعه .

يتمثل المشروع الاستعماري الإيراني في الدستور ، وفي الدستور تجد المبادئ الاستعمارية .

1- تحت بند ( الجيش العقائدي) ترد الفقرة التالية (في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد و تجهيزها، يتركز الاهتمام علي جعل الايمان و العقيدة اساساً و قاعدة لذلك، و هكذا يصار الي جعل بنية جيش الجمهورية الاسلامية و قوات حرس الثورة علي أساس الهدف المذكور و لا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية و حراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الالهية، و هي الجهاد في سبيل الله، و النضال من أجل بسط حاكمية القانون الالهي في العالم
2- وفي فقرة ( النواب ومجلس الخبراء) ترد الفقرة التالية وتوضح اكثر اهداف ايران التوسعية من خلال العمل على جعل هذا القرن قرن ايران حينما تقول (علي امل ان يكون هذا القرن قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين و هزيمة المستكبرين كافة)
3- وفي المادة الثالثة الفقرة 16 من الدستور يرد ما يلي : (تنظيم السياسة الخارجية للبلاد علي اساس المعايير الاسلامية و الالتزامات الاخوية تجاه جميع المسلمين و الحماية الكاملة لمستضعفي العالم.) . في هذه الفقرة تبيح ايران لنفسها التدخل الكامل في شؤون كل دولة تحت شعار حماية مستضعفي العالم كافة !
4- وفي المادة الحادية عشر يرد ما يلي : (يعتبر المسلمون امة واحدة، و علي حكومة جمهورية ايران الاسلامية اقامة كل سياستها العامة علي اساس تضامن الشعوب الاسلامية ووحدتها، و ان تواصل سعيها من اجل تحقيق الوحدة السياسية و الاقتصادية‌ و الثقافية في العالم الاسلامي.) باسم الوحدة الاسلامية تستطيع ايران وضع اطار مشروع للتدخل والاحتواء والشراء
5- وفي المادة الرابعة و الخمسون بعد المئة يرد ما يلي :
(تعتبر جمهورية ايران الاسلامية سعادة الانسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها،‌و تعتبر الاستقلال، والحرية، و اقامة حكومة‌الحق و العدل حقاً لجميع الناس، و عليه فان جمهورية ايران الاسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في اية نقطة من العالم الإسلامي



حتى تصل إيران لتلك الخطوات تحتاج أولا إلى (طابور خامس) في المناطق التي تسعى لهضمها ، أمامك التجربة العراقية واعوانها من جيوش بدر والصدر والحكيم ، وأمامك في لبنان "حزب الله" و"أمل" ، وأمامك في البحرين وكذلك الكويت والخلايا الفارسية التي هاجرت من وطنها إيران واستطوتنت في الإمارات هربا من جحيم الشاه ثم بتشجيع من الملالي .

اما من ناحية سؤالك عن المشروع العربي فهناك مشاريع عربية عدة (بعثية) و (ناصرية) و(ليبرالية) فعن أي مشروع تتكلم تحديدا ، فكل مشروع له مواقفة تجاه الفرس من ناصر الذي وقف ضد المشروع الكورشي البهلوي والبعثي العراقي في مواقفة الايجابية على مر تاريخه في مقواماته للمشروعين بهلوي كان أو خمينيوي شعوبي أو بعثوي دمشق زوج آيات الله بالمتعة / حدد !.