كنت سألت في مداخلة سابقة عن الرابط بين أحداث العنف في العراق والفتوى المكفرة للشيعة هناك، لكن أحدا حتى الآن ما أجاب عن هذا السؤال، وبدلا عن الإجابة والحوار كان السب واللعن للإسلام من بني علمان كما هي عادة هؤلاء مدعي الحرية والتحرر والإنصات للآراء.

يا قوم الفتوى هذه لا نص فيها على حل قتل الشيعي هناك إطلاقا، ولكنها فتوى ترى كفر طائفة من الشيعة هي الاثنا عشرية دون سواهم من الطوائف الشيعية، على أن جماعة منهم يرون تأليه علي عليه السلام وآل بيته الأطهار، وأخرى تعتقد بأمور تستوجب الخروج عن الإسلام. هذا كل ما في هذه الفتوى باختصار ولو سألتني عن رأيي في الشيعة الاثنا عشرية -والذي يعرفه كثير من الناس هنا- لقلت: هم في منزلة بين المنزلتين، لا أقول بكفرهم لشهادتهم في الظاهر بوحدانية الله ورسالة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، ولا أقول بإسلامهم لأنهم أهل تقية ونفاق لا تعرف حقيقة إيمانهم بحال من الأحوال، لا سميا وقد جاء في كتبهم من المصائب والطوام ما جاء، في ما يستوجب الكفر بلا خلاف، وعلى رأس ذلك كله مسألة تحريف القرآن، والتي ملأت كتب الشيعة بها. ولكني مع هذا لا أجيز قتل رجل واحد منهم أبدا بل أتعامل معهم وألقي التحية عليهم مع اعتذاري عن أكل اللحوم على سبيل المثال عندهم ولا أجيز الزواج من نسائهم ولا أجيز بحال تزويجهم.

يعني باختصار عقائدنا هذه فيهم لا علاقة لها بقتل أو ذبح أبدا، وهي كحكمنا على اليهودي والنصراني بأنهما من أهل الكفر البواح، والذي -أي الحكم هذا- لا يجيز قتلهم أو غصب مالهم بحال من الأحوال، حال السلم والموادعة والأمان، فإن أعلنت الحرب كان ما كان حتى توضع الأوزار والأغلال، وإلا كان الحال على ما كان.

وأقولها هنا وبالفم الملآن: لا أرى حل قتل نصراني أو يهودي أو شيعي مسالم بحال من الأحوال وإن حكم عليهم بالكفر البواح.