{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أورهان باموك .. كما قرأتُه ..
salim غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 262
الانضمام: Aug 2002
مشاركة: #26
أورهان باموك .. كما قرأتُه ..

[CENTER] ثلج ( Kar )[/CENTER]



( إذا حاولتم قمع الذاكرة، لا مفرّ أن يعود شيء منها إلى السطح: أنا من يعود ) أ. ب .



.. تربض قارص ، المدينة الجبلية ، في زمن حاضر .. تحت ثلج كثيف وفوق قمة أناضولية . وتبدو رغم الصغر منظومة من العوالم تدور فيها المشاهد المتشابكة والكثيرة جدا، عن الهوية والأفكار والتاريخ والذكريات والبؤس ، .. متاهة يتحرك داخلها الفقر والمنشقون الأكراد والمتشددون والطلاب المتوهمون للمثاليات وجدل التنظيمات ، .. وتوتر حاد يطال العلاقات البينية لأصحاب الأفكار ومناوئيهم ،..عيون ليل ٍٍ و زوار فجر ، والبيوت التي تتدفأ بكهرباء لا تطالها عدادات الفواتير. وأجهزة تلفاز مفتوحة طوال اليوم ولكن بصوت مغلق ، عمارة تحدثك عن مجد الإمبراطورية العثمانية ، و كاتدرائية تعود للأرمن .. يكاد الزمن يمحوها ، توثق للمذابح التي تعرضوا لها .. جميعهم في تصادم وتضاد .


عندما أصدرت الحكومة التركية قرارها الشهير الذي يحظر على الفتيات ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات ، أشعل جدلا وانقساما حاداً في المجتمع والدولة بل وفي داخل الأسرة الواحدة ، فقد كان المجتمع يطور حالة تعايش مع موجة التدين التي انتشرت في البلاد مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي ...
وسط هذا العالم الممتلئ بالكراهية القابلة لكل تفسير ، تُقدم ثلاث فتيات مسلمات على متوالية من الانتحارات بسبب منعهن من دخول الجامعة لارتدائهن الحجاب ، فتشتعل دوامة من الإتهامات بين من يرون أن الحكومة تتحمل مسؤولية موجة الإنتحارات باستصدارها هذا القانون .. وبين من يتمسكون بالرواية الرسمية التي تعلل انتحارهن بكونه نتيجة طبيعية للإحباط و الاكتئاب الذي يصاحب سلوك المراهقات ، وأنهن لم يقترفن ذلك احتجاجاً على القرار بل لضغوط موروثة حاولن الهروب منها بلا طائل.

( تسليمة ذات الحجاب ، تعلمت لبس غطاء الرأس من أمها وأسرتها ، .. ومن صديقاتها المقاومات لنزع الغطاء ، ولأنها استهجنت ورفضت ، منعتها الشرطة من دخول كليّتها. وحين لمست تراجع زميلاتها اللواتي نزعت بعضهن غطاء الرأس عند الدخول للجامعة ، و البعض الآخر وضعن شعراً مستعاراً ، شرعت تقول لأبيها وزميلاتها : ليس ثمة شيء له معنى في هذه الحياة ،.. لا أريد أن أعيش..) .

بعد زمن في منفى قسري دام اثني عشر عاماً في ألمانيا ، عاد كا الشاعر إلى بلاده لحضور مراسم تشييع جنازة والدته ، ويقدم له صديق قديم يعمل كصحافي مغمور ، دعوة لزيارة قارص ليكتب تقريراً عن سلسلة الانتحارات ، فيلبي الرجل الدعوة لسبب آخر هو محاولة العودة مجدداً ل حبيبته القديمة إيبك التي تعيش في تلك المدينة .

وإزاء المتاهة المعقدة التي تعيشها تلك البلدة ، يجد كا نفسه أمام ضرورة تقديم التنازلات ومساومة الأطراف كافة ، محاولاً في يأس صيانة الشعور بوهم سعادته المتمثل في إيبك وإقناعها بالعودة معه إلى فرانكفورت. ويظل كا متجاذباً بين شغفه بحريته وتعلقه بـ إيبك ، .. بين نموذج الغرب وتمظهره السببي به ، وبين منبته الإسلامي الذي حيَّد شعوره تجاهه . التحول الوجداني لـ كا لم يأخذ المنحى التراجعي بل طابع إعادة الاكتشاف لذاته الشعرية التي هجرت النظم لأعوام ، فعادت انطلاقة القريحة بتجدد الإلهام ، واندلقت قصائده .
"علينا أن نبقى أقوياء ، .. أي عار ارتكبناه !.. من المذنب ياترى ؟! "..

وإذ يحاول كا أن يميط اللثام عن سر الفتيات المنتحرات ، يلقى نفوراً واضحاً تُعزى أسبابه لحالة الاستلاب العميقة في الذهن الجماعي ، فهو متهم طالما أنه أتى من إسطنبول الغربية التوجه ، وهو منفي إلى الغرب أصلاً ، ويرتدي معطفاً أنيقاً هو دلالة الحال. البعض في البلدة يلصقون به صفة الإلحاد ، والسلطة لا تريده أن يكتب عن المنتحرات مخافة إحراجها.

الأمر الذي أربك كا وأورثه يأساً غريباً من كل تلك النماذج و الأحداث، هو أن الفتيات المنتحرات لم يجدن فرصة للاختلاء بأنفسهن غير تلك اللحظة التي اقترفن فيها فعل الانتحار . وحتى الفتيات المنتحرات بالأقراص المنوِّمة، كن يقتسمن الغرفة مع غيرهن ، فلا مجال سوى أن يمتن بشكل سري.
ويتوالى التشابك والتضاد على نحو دراماتيكي ومأساوي وسط شعور بضياع الهوية تعود لتتجمع في نقطة البدء وحصاد اللاشيء وإسقاط صفات الخلاص الوهمي وسط ظلام البلدة الحالك ونديف الثلج المتواصل.

إذن تشكل رواية "ثلج" مقاربة شديدة العمق لواقع تركيا المثخن بالصراعات في العقدين الأخيرين من القرن العشرين ..
و بخاصة إثر انقلاب الثمانين الذي جعل العسكر التركي يلعب دوراً محورياً في الحياة السياسية التركية. وما يثير الإعجاب هو قدرة الكاتب الهائلة على إنشاء رواية طويلة تشغل مئات الصفحات في حين أنّ وقائعها تنحصر في أيام ثلاثة فقط هي الأيام التي تنعزل فيها مدينة قارص عن العالم بأسره بفعل الثلوج المتراكمة على طرقاتها . وفي حين يمثل بطل الرواية كا المثقف التركي العلماني الذي يعيش في المانيا والمبهور بالنموذج الغربي يمثل "كحلي" في المقابل النموذج الإسلامي الذي لا يرى أي مستقبل لتركيا خارج تاريخها الحقيقي المتمثل بالإسلام .
أمّا صراع الإرادات أو تمزقها الداخلي فيظهران من خلال الصراع الدموي بين الإسلاميين من جهة وبين الأتاتوركيين ممثلين ب صوناي ظائم الممثل الذي كانت مشهوراً في يوم ما والذي لا تقل حياته دراماتيكية عن حياة كا نفسه.
وقد تكون العزلة التي فرضها الثلج على قارص هي التي ظهَّرت الصراع بين الطرفين وأوصلته إلى ذروته حيث لم تتمكن السلطة المركزية في أنقرة من التدخل إلا بعد قيام الانقلاب العسكري بمجزرة دموية مروعة بحق الإسلاميين فضلاً عن الاغتيالات المقابلة التي قام بها الإسلاميون ضد -العلمانيين.
الجميع في هذه المعمعة يدفعون الثمن ، حيث ينتهي الأمر بقتل كل من كحلي و صوناي ظائم، كما أنّ كا ما يلبث أن يقع في شرك الصراع بين الطرفين ويدفع غالياً ثمن لعبه على الحبال ،
إذ ينتهي به الأمر .. بعد سلسلة من الأحداث والتفاعلات إلى خسارة ايبك التي أحبها وأراد أن ترافقه إلى فرنكفورت ليكتشف فجأة أنها كانت واقعة في حب كحلي المقتول وليموت هو نفسه مقتولاً في ظروف غامضة في ألمانيا بعد سنوات.


12-21-2006, 02:37 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-26-2006, 08:08 PM,
RE: أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة فرات - 07-06-2009, 10:51 PM,
RE: أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة فرات - 07-07-2009, 01:20 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة bassel - 11-26-2006, 09:24 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-27-2006, 01:13 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-27-2006, 01:59 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-27-2006, 10:35 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-27-2006, 11:04 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 11-28-2006, 01:13 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة bassel - 12-03-2006, 05:39 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-06-2006, 12:06 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة bassel - 12-06-2006, 12:54 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة بهاء - 12-13-2006, 04:06 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-14-2006, 09:28 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-18-2006, 02:15 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-18-2006, 02:17 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-18-2006, 11:10 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-19-2006, 05:33 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة Arabia Felix - 12-19-2006, 08:16 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-19-2006, 10:10 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة Arabia Felix - 12-19-2006, 10:34 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-20-2006, 02:10 AM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-21-2006, 02:04 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-21-2006, 02:37 PM
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة salim - 12-23-2006, 11:52 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة ماركيز - 12-24-2008, 02:52 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة rolex - 12-24-2008, 10:25 PM,
أورهان باموك .. كما قرأتُه .. - بواسطة نورسي - 12-26-2008, 02:25 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS