يعني و بغض النظر عن الدهاليز و التفاصيل الدينية التي يحلو لبعض الزملاء الانغماس و المكوث فيها, فانهم قد فاتهم ان نجاد بشكل خاص و ايران بشكل عام دولة براغماتية, تتعامل مع الواقع السياسي المزفت الذي يحيط بالمنطقة ببراعة مدهشة و تحافظ على وضع قوتها الاستراتيجية فيما باقي الممالك الهزلية العربية المحيطة ملهوة باللعب بأصابع اقدامها و شمها,

ما قاله نجاد هو معتقده الديني الصرف, كما هو معتقد العديد من البشر, و حقه ان يبوح به, و لنا ان نحاسبه على افعاله و ليس على معتقداته, و اعتقد ان احدا من الاراجوزات العرب لا يستطيع الا ان يقف احتراما عند الانجازات الايرانية, فيما ميزانية تزفيت الطرقات السعودية مثلا تفوق ميزانية ايران العسكرية و برغم ذلك, ليس للسعودية ثقل فص ايراني بدون الدعم الامريكي الملتصق بقفاها,

و على العموم فان ايران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فيها شيئ اسمه رئيس سابق و رئيس اسبق, و نجاد يحكم اليوم, و قد يختار الشعب الايراني غيره لاحقا عبر الانتخابات, و يذهب هو و ما يعتقده معه و تبقى افعاله و منجزاته, و ما حققه لامته من نجاح و قوة و منعة و ثقل في موازين الامم...