من الصعب على الإنسان الذي ولد في عتمة اللاهوت الإبراهيمي أن يفهم طبيعة "المتنور بودا" لذلك سأروي هذه الحكاية البسيطة – هكذا قال "بودا"

في إحدى الأيام شبت النار في إحدى المنازل وكان صاحب البيت خارج المنزل وعندما وجد أولاده داخل البيت المشتعل وهم يلعبون ولم يلاحظوا النار ، صرخ الرجل بأبنائه : أخرجوا .. اخرجوا ..بسرعة ، غير إن الأبناء لم يستمعوا لنداء أبيهم

حينها قال الأب ثانية : اخرجوا لقد جلبت لكم ألعابا جميلة ... عندئذ خرج الأبناء بسرعة تاركين البيت المحترق .

إن هذا العالم شبيه بالبيت المحترق والناس غير مبالين بالنار ، لذلك فإن بودا يبدع الطريق لإنقاذ الإنسان

بودا يقبل العالم كما هو ولا يدعو إلا غير خلاص الإنسان بنفسه عن طريق التفكير السليم ، السلوك القويم ، الحديث الجيد ، احترام البعض ، السلام الروحي ، المحبة ، تطهير العقل

هل البوذية دين الإجابة بالقطع ((لا))البوذية ليست دين هي طريقة حياة لا أكثر ، وما دعى له بوذا هي أن يحول الإنسان حياته إلى فضيلة ، فالكراهية يستحيل عليها أن تزول بكراهية مثلها وإنما تزول الكراهية بالحب ، وأن يزيل الشر بالخير ...

- ما هي حكمة العالم ؟
- بودا : من الخير يأتي الخير ومن الشر يأتي الشر

- لكن يا بودا هذا ما قالت به جميع الأديان ؟
- بودا : هذا حق ولكن ما فائدة القرابين والصلاة لآلهتنا العديدة إذا كنا نعرف هذا الحق أي ما هو الشر وما هو الخير!!

- كيف ؟

- الماء يتدفق دائما من فوق إلى أعلى ، والنار ساخنة أبدا ومهما قدمنا الصلوات لجميع الآلهة فإنها لن تستطيع أن تجعل الماء يصعد التل .. ولن تملك أن تجعل النار باردة .... لأن في الحياة قوانين تجعل الأشياء كائنة على ما هي عليه ، فما يتم حدوثه لا يمكن إلغاء حدوثه

فإذا كان العمل الصالح يأتي بنتائج طيبة والشر يأتي بالشر ، ما فائدة الغيبيات فالعالم سيبقى إلى الأبد وكل ما ليست له نهاية ليست له بداية

أقبل عالمك وأجعله سعيدا بك أنت وحدك تتحقق السعادة ولا خلاص إلا بنفسك ..