اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
....................................
طيّب لو افترضنا أن بهجت "البوذي" لم يكُن مُتعلّماً أو مُثقّفاً أو لم يكُن عربيا أو أو أو ...

ماذا سيكون اختيارك وقتيها؟ :)

(f)

لا أزال أرى أن الاستطلاع "بيدوّخ" :confused:

أحلى وردة لليال (f)

عزيزي .(f)
هل ستكون مفاجأة لو علمت أنه ...
لي صداقة قديمة بالرب بوذا فقد تقابلنا للمرة الأولى بمدينة السويس المصرية ، بدون مقدمات وجدته أمامي يبتسم بينما جلس مسترخيا في واجهة محل للعاديات بجوار مبنى المحافظة كان اسمه سوسو كما أتذكر ، مثل أي شاب صغير متدين ألقيت على بوذا التحية بإجلال يليق بإله أسيوي غريب ، لم يكن لقاءا عابرا لأنه قدر لي أن ألقى بوذا بعد ذلك بأيام قليلة ، فعقب غارة جوية عنيفة على مدينة السويس و بينما كنت أمارس عملي وجدت محل العاديات أنقاضا و قد تناثرت محتوياته حطاما ،فقط بوذا وحده ظل سليما جالسا في وداعة مبتسما في حكمته الأبدية العصية على الفهم و على الغارات الإسرائيلية ، كنت قد فرغت من عملي و بينما أهم بالعودة توقفت قليلا ثم عدت لبوذا فحملته بين يدي طفلا صغيرا و مضيت ، بعد يومين تقريبا عدت إلى نفس المكان و بحثت عن صاحب المحل فوجدته يحاول تنظيف المكان ، أخبرته بأن بوذا بخير و عرضت عليه أن أشتريه و أنقله إلى ملاذ آمن !، نظر إلى صاحب المتجر مندهشا فالتمثال في حوذتي بالفعل فلم أشتريه خاصة و المحل أصبح ركاما فما الفرق أن يكون ركاما ببوذا أو بدون ؟، حاولت أن أشرح له أنه حتى اللصوص لا يسرقون الآلهة فكيف برجل ورع مثلي ،و لكني لم أكمل حديثي لأنه أصر أن أحصل على التمثال بلا مقابل فأعدته إليه شاكرا و معتذرا ، كان هناك داخلي شيء يقول أن بوذا لن يكون سعيدا سوى في بيته هنا حتى لو أصبح أنقاضا ، عندما هممت بالإنصراف ألقيت على بوذا نظرة الوداع فشعرت أنه ينظر لي ممتنا ثم غرق في صمته الملغز ، مضت سنوات طويلة حتى وجدت نسخة مشابهة من بوذا السعيد هذه المرة في محل صيني للعاديات في سوق دبي ، كان بوذا مازال مبتسما و لكنه ارتدى حلة ذهبية و يبدوا أنه أصبح أكثر ثراء خلال السنوات التي افترقنا فيها ، هذه المرة لم نفترق ، فقد حملته بين ذراعي و ذهبت إلى الكاشير ، اليوم يجلس بوذا في صالة المنزل لا تفارقه البسمة ، و حتى عندما تمر أيام طويلة دون أن أحييه فإنه لا يفقد ابتسامته السعيدة المتأملة ، ولا يتوقف عن توزيع بركاته علينا جميعا .:saint:
القصة حقيقية .