المحترم تروث .(f)
يواجه العراق موقفا غير مسبوق يتهدد ليس فقط مصيره بل وجوده كله ، فلا يوجد أمامنا مشروع سياسي من أي طرف له مصداقية أو حتى يتيح لنا ولو طاقة صغيرة على الأمل ، لقد سقط المشروع السياسي الديمقراطي في عراق لم يكن أبدا ديمقراطيا ولا يريد ، وسقط المشروع العروبي في عراق تداخلت فيه كل الهويات و تلاطمت ، و أخشى أنه حتى الإحساس الإنساني الفطري البسيط غير موجود في عراق اليوم ، من يتخوف من الحرب الأهلية متفائل بأكثر مما ينبغي ففي العراق تقاتل طائفي يتجاوز أي حرب أهلية لأنه بلا هدف و بلا أجندة و بلا عقل ، إن آخر ما يريده العراق وما يفيده أن نسكب مزيدا من الوقود على نار مستعرة بالفعل ، حتى لو كان إعدام صدام حسين و قيادات عراق البعث هو العدل فهناك ما هو أهم من العدل .. مصير العراق ودماء العراقيين ، عندما سقط النظام كان هناك قليلون يتعاطفون مع صدام فالقضية كانت سياسية ،و لكن اليوم أصبحت قضية صدام قضية طائفية وقومية ووطنية ، إن نظام ما بعد صدام هو أكبر محامي لصدام ، هذا النظام الطائفي الفاشل جعل من صدام حسين الرئيس و المناضل صدام حسين حتى لمن كرهوه وهو في أوج عنفوانه ، إذا صعدوا اليوم بصدام حسين إلى حبل المشنقة فلن نقرأ ذلك قضاءا عراقيا يعدم عراقيا مدانا ، و لكن الجميع سيرون ذلك أن الشيعة تقتل زعيما سنيا كبيرا و الإيرانيون يشنقون عدوهم العربي ، إن ما يحدث في إيران و ما حدث في لبنان جعلنا جميعا نعيد قراءة ما حدث و يحدث في العراق في ضوء مشروع شيعي طائفي موجه إيرانيا و يفتأت على حقوق السنة و يتعاون من أجل ذلك مع الشيطان ، إن إعدام صدام حسين سيكون أفضل ما يحدث لأعداء الشيعة في كل مكان .
أخيرا تذكر أن صديقك ليس من صدٌقك بل من صدقَك .