الأخ بهجت تحية طيبة ...
تعليقا" على ما تفضلت به اود القول ان هذا الموقف الغير مسبوق الذي يواجهه العراق حاليا" هو نتاج طبيعي لحكم دكتاتوري اجرامي عنيف استغل كل موارد الدولة وطاقاتها لمصلحته الخاصة وبدلا" من ان يغرس او لنقول ان يزيد من ويعمق من ارتباط الشعب بوطنهم فعل هو العكس من ذلك بتقسيم فئات الشعب الى طبقات وتسليط طبقة على اخرى بل فعل اكثر من ذلك بان زرع ورعى البذرة الدموية بهذا الشعب والاجيال اللاحقة من خلال ممارسات منهجية ومدروسة واساليب لا تخطر على بال مثلا" ان يتم اعدام من يعتبره النظام عدوا" له من عشيرة معينة ان يتم اعدامه من قبل عشيرة منافسة اولا" ومن ثم اخذ يعدم بعض ابناء العشيرة بيد ابناء العم انفسهم وهكذا وطبعا" لا يخفى عليك الغرض من ذلك وهو زرع الفرقة والشقاق بين الابناء والاخوان انفسهم ولم يكن يشفع لشخص ما او عشيرة ما سوى قربها واستعدادها لان تقتل بسبيله هو وليس بسبيل الوطن بل هو كان يعتبر من يحب الوطن ويضحي في سبيله اول عدو له واكبر خطر عليه !!!!
ولا تنسى خطوته الاخيرة ( وهذه يجب ان تكون درس لكل من يود معرفة الاساليب الشيطانية لهذا المجرم فهو وحتى على اعقاب الهزيمة امعن بتدمير البلد وذلك باطلاقه سراح 100 ألف مجرم وقاتل بحجة العفو عن السجناء وقتل كل السجناء السياسيين لديه فعليك ان تتخيل ما يمكن ان يفعل هؤلاء ببلد لا شرطة ولا دولة فيه ) والاتعس من ذلك ان من يفترض بهم كانوا مكتوين بالنظام بدلا" من ان يقدّموا نموذج مخالف لنظام صدام ابتدأوا باستخدام نفس اساليبه الذي كانوا ينتقدونه عليها ولهذا اسباب اخرى ايضا" كثيرة .
لكنني اعتبر انه لا يوجد شيء يخلي من المحاسن فبالرغم من كل مساويء الفترة الحالية الاّ ان اهم حسنة بها انها تفضح من يعمل ويحب الوطن فعلا" ومن يعمل ضدّه ويعتبره بقرة حلوب لتجميع الاموال لغرض الهرب بها لاحقا" ولو كانت لك مصادر داخل العراق لسمعت كيف ان الناس تكره المتسلطين حاليا" عليهم من جماعة الحكيم الى جماعة المعتوه مقتدى الى جماعة الجعفري الى جماعة الضاري .... الخ . ولكن الناس بنفس الوقت تكره البعثيين وجماعة صدام اكثر من هؤلاء فمن يفجر مدرسة ويمنع اعمار محطة كهرباء ويقصف مستشفى لا يمكن تصديقه بانه سيبني البلد عند الحكم !!!!!

العراق منذ العهد العباسي وبغداد بالذات كانت عرضة للمشاكل بين السنة والشيعة فعندما كان يتولّى وزارة الدولة وزير شيعي نجد الشيعة يهاجمون مناطق السنة والعكس ايضا" كذلك اضافة الى ذلك ان الجيش وضباطه كانوا يهاجمون مناطق بغداد للنهب وتكوين عصابات خاصة لوحدهم .
كل هذا لم يعصف ويذهب بالعراق سبب كون ما نراه الان شديدا" هو ان وسائل الاتصال ونقل المعلومات اصيح سريعا"وبأمكانك ان تعرف نا يحصل بأقصى الارض وتراه بسرعة .

لكن ما لفت انتباهي منذ تأكيد الحكم على صدام هو نبرة جديدة بدأت تتبلور وتنتشر وهي ان اعدام صدام سيؤلب السنة ويثيرهم ....الخ وهي محاولة بائسة لربط صدام حسين بالنسيج الاجتماعي السني بالعراق ومحاولة الصاق تمثيله لهم بالقوة لأن يثيرهم اعدامه ان حصل ان شاء الله ويعتبرونه كانه اعدام لأبو حنيفة !!!! .
اود القول ان هذه محاولة بائسة وفقيرة كون السنة عمرهم لم يعتبروا صدام ممثلا" لهم طول عمرهم وهذه المحاولة بائسة كأختها محاولة الصاق تمثيل العراق والعراقيين بصدام يوم القي القبض عليه .
صدام ان اعدم سيعدم بيد الشعب الذي عانى ويعاني من فترة حكمه وهي فترة حالكة مظلمة اعدام صدام اول خطوة لانارتها والسير على الطريق الصحيح لان يتخلص العراق من كل كذاب ودعي ومأفون يدّعي حب الوطن وخدمته ومن رحم كل هذه المشاكل سيخرج العراق معافى ان شاء الله لكن هذه هي الضريبة التي يتوجب دفعها للخلاص من كل هذه الادران والايام ستشهد على ما اقول .