اقتباس:  النجم اللامع   كتب/كتبت  
قرأتها في مواضع كثيرة منها كتاب للشيخ القرضاوي على ما اذكر..

اكتب في اي محرك بحث جملة "عمر بن الخطاب" و "الشفاء" وستجد مصادر عديدة..

تثبت أخي الكريم من معلوماتك في المرة القادمة قبل أن تطعن في قولنا، فإني وجدت المرأة تلك التي تعني، بنت عبد الله لا بنت عمرو، ثم إن رجعت للمزي في التهذيب فوجدته يقول: "وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر" فرجعت لابن عبد البر في الاستيعاب وقلت لعله يؤكد هذا الأمر بسند قاطع مانع، ولكني وجدته ينقل الخبر عن غيره بالشك كذلك، إذ يقول: "وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق" لا حظ قوله: "ربما ولاها شيئا من أمر السوق" ربما هذه لا دليل قاطع فيها مطلقا، ثم إنه ما قال ولاها أمر السوق، ولكن ذكر شيئا من أمر السوق، وشتان شتان بين أمر السوق وشيء من أمر السوق، يعني لو فرضنا صحة هذا الأثر لكن في أمر النساء لا في أمر الرجال لأن الخبر الصحيح يقول: (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) والقوم في عرف القرآن واللغة هم الرجال، والحديث بين واضح في عدم جواز إهلاك الرجال بولاية النساء، وعليه فالصحيح عدم صحة ولاية المرأة على الرجل بحال من الأحوال. ومع هذا أخي الكريم فإني ما تركت الأمر للخيال والتخييل، بل رجعت للمصادر الأصلية فوجدت عن الشيباني في الآحاد والمثاني ما نصه بسنده ومتنه: "حدثنا دحيم عن رجل سماه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر رضي الله عنه استعمل الشفاء على السوق قال ولا نعلم امرأة استعمله غير هذه. وهذا السند تالف بكل ما لهذه الكلمة من معنى وأبعاد، إذ فيه ابن لهيعة الذي لا يَحتج بخبره من أهل الحديث أحد إلا بقارن، لاختلاطه واحتراق كتبه، وعدم تمييز أخباره الصحيحة من السقيمة، وفيه جهالة الرجل الذي سماه دحيم ولم يأت على ذكره الشيباني، وفيه مرسل يزيد بن أبي حبيب الذي لا أدرك عمر ولا الشفاء بنت عبد الله أصلا. والرأي أن من تولى أمر السوق إنما هو ابن الشفاء سليمان بن أبي حثمة لا أمه، ولعل الأمر اختلط على بعض الناس لمكانة الشفاء ونصحها لابنها بما فيه خير السوق وصلاحه، فاختلط الأمر على البعض واعتقد أنها من تدير أمر السوق وحسبته، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

على فكرة: الدكتور القرضاوي مع علمه وسعة اطلاعه إلا أنه ليس بحجة ولا بجزء حجة حتى في تصحيح الأخبار وتضعيفها لتأخذ كلامه على أنه من المسلمات.