{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ماذا تغير فيك بعد التحول الى "لاديني"
ابنة السماء غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #52
ماذا تغير فيك بعد التحول الى "لاديني"
الزميل محارب النور
(f)

اسمح لي أن تكون مشاركتي الأولى في المنتدى هي عبر موضوعك الكريم.

تحولت إلى "اللا دينية" منذ حوالي خمس سنوات. لا أذكر والدي لأنه توفي و أنا صغيرة جداً , أما والدتي فقد ربتني في صغري على عبادة اله اسلامي متسامح جداً لا يكترث كثيراً للصلاة و الصوم و غيرها من الواجبات الدينية و لا حتى للتصرفات الشخصية ما دامت هذه التصرفات لا تتعدي على حرية الآخرين و لا تؤذيهم ( و لكن الوسط الديني الذي نشأت فيه في البداية كان يعطيني تصوراً آخر عن اله الإسلام ) . هي نادراً جداً ما كانت تصلي و لم أكن أعرف حتى الطائفة الإسلامية التي كنا ننتمي اليها و عندما سألتها مرة أجابتني بأننا مسلمون نؤمن بالله و بالرسول محمد بعيداً عن الطوائف التي هي لم تكن هي تثق بصحة تقسيماتها, و لكنها أخبرتني أن والدي و والداها ( جدي و جدتي ) من الشيعة و هذا يعني أننا كنا من المسلمين الشيعة. و أقول ( كُنا ) لأنه على ما يبدو أن والدتي قد أخترعت الهاً اسلامياً خاصاً بها مزجت كينونته و ديانته بعدد من الفلسفات الإنسانية و أضافت اليه ما يناسب أفكارها و قناعاتها و حذفت منه ما يتعارض معها, ما يجعلني الآن أميل بشدة إلى الإعتقاد بأنها كانت "لا دينية" بالرغم أنها كانت تتخذ ديانة الإسلام كدين رسمي.

هاجرنا إلى أوروبا و أنا في الخامسة عشر من العمر و تأقلمت بسرعة مع محيطي الجديد و بعدها بحوالي عامين بدأت في القراءة و بتعمق في الإسلام مع أنني كنت وقتها أقوم بالكثير مما يسمى "المحرمات" في ديني و لكن لم أجد لهذا علاقة بالموضوع فأنا حتى و في تلك المرحلة كنت لا أعتقد بوجوب تداخل الديانة التي أؤمن بها في حياتي الشخصية ما دمت أقوم بواجباتي الدينية ( أو التي كنت ُسأقوم بها بعد الهداية ). هذا الإهتمام بالتعرف أكثر على الدين قادني و بشكل مباشر إلى القراءة بتعمق في كل ما وقع تحت يدي من فلسفات دينية و انسانية مختلفة و زادت وتيرة هذا الأمر في المرحلة الجامعية. أصبح هدفي أن أعرف أين الحقيقة بين مزاد هذه الديانات المتنوعة. لم يستطع عقلي القبول بأحد آلهة هذه الأديان و التي استمدت وجودها و شرعيتها من الميثولوجيات القديمة و أساطير الأمم و الحضارات السابقة. و تدريجياً مع البحث و القراءة المتواصلة وجدت نفسي أفقد الإتصال مع الإله الذي تصفه الديانات حتى أصبحت غريبة عنه تماماً و لم أعد أشعر بوجوده. و ما أن أنهيت الجامعة و اتجهت إلى مجال العمل حتى كنتُ قد تخلصت تماماً من الفكر الديني.

ما الذي شعرت به ؟ شعرت بالأمان و الإستقرار و الراحة لأني وصلت لحالة سلام داخلي و تصالح مع النفس بعد أصبح عقلي هو الإله الذي أؤمن به. لم أشعر بالألم أو الحزن و السبب المنطقي لذلك هو أنني لم أكن موجودة قبل الولادة و مع ذلك لا أذكر أنني كنت حزينة أو متألمة و نفس الأمر سيكون بعد الموت فلا مشاعر و لا أحاسيس مجرد عدم و فناء أعتبره الراحة الأبدية بعد حياة حافلة ( كما أنا واثقة أن والدتي تحظى بهذه الراحة الآن ) لذلك كل ما علي فعله هو أن أعيش حياتي و استمتع بها و أستمر في تحقيق طموحاتي و أحلامي و لا أشغل نفسي بالموت و الذي لو جاء سأكون مستعدة له.

فسلفتي الشخصية هي "اللا دينية الألوهية" ( Deism ) أي أؤمن بوجود اله خالق ( قوة عاقلة بدأت شرارة الوجود المتمثلة في مادة الإنفجار الكبير ) و لكن لا أؤمن بصحة أي من الديانات سواء تم تسميتها بالسماوية أو الأرضية. أميل إلى تعريف فلسفتي الشخصية "بالإنسانية".

أما معاييري الأخلاقية فقد كانت دائماً و أبداً قبل اتجاهي إلى "اللا دينية" و بعدها هي معايير "انسانية" لا علاقة لها بالمعايير "الدينية" , وحينما أؤمن بإنسانية الإنسان فأنا أؤمن بحريته في التفكير و التصرف و كما أنه يملك عقله فهو أيضاً أيضاً يملك جسده و لا حدود لحريته إلا على أعتاب حريات الآخرين. أعتقد أن أكبر جريمة نرتكبها في حق أنفسنا و في حق هذا الإله ( لا أتحدث عن اله الأديان ) هي أن نكرس حياتنا بإنتظار جنة و نار و حساب و نعيم و عقاب و أمور من وحي الخيال لا توجد إلا في المخيلات الجماعية. هذا الإله لو كان يريد منا أن نعبده لصرح لنا بذلك و لأخبرنا و لأرشدنا بطريقة ما , و ما دام هو لم يفعل اذاً على أي أساس افترضنا نحن أنه يطلب عبادتنا ؟! فردوسنا هي هذه الحياة بفرحها و حزنها, بآلامها و سعادتها. إنها سيمفونية احتفالية دائمة مستمرة طالما نبضات قلوبنا مترددة في صدورنا.

و أما عن علاقة تغيير الفسلفة الشخصية بالحياة العملية فلم يكن لها تأثير بالنسبة لي و أنا أعتبر نفسي ناجحة في حياتي فقد كنتُ متفوقة في المدرسة و الجامعة و أعمل بوظيفة محترمة الآن و أحصل دائماً على تقدير رؤسائي. بإمكاني القول أنني راضية جداً عن حياتي و لكن طموحي لم يتوقف بالتأكيد. حياتي الإجتماعية أيضاً لم تتغير فأنا أعيش في أوروبا حيث لا أهمية للدين أو اللا دين فهي خيار شخصي و لن يسألك أحد عن دينك و لن يهتم له أحد و قد لا تجد نقاشات من هذا النوع إلا بين الأصدقاء المقربين جداً و لكن بحكم طبيعة البلد التي أعيش فيها فأغلب أصدقائي مابين ملحدين و مسيحيين. لدي صديقة زميلة لي في العمل و لديها هواية تغيير دينها ربما بمعدل دين لكل عام و لست واثقة في أي دين هي مستقرة حالياً و لكن يكفيني على أية حال أن تكون سعيدة, و هي ليست بالحالة الغير عادية فكثيرون يغيرون أديانهم في أوروبا أو ينبذونها كلياً.

أعتقد أن الديانة تمنح للكثير من البشر توازناً نفسياً لا يمكن تعويضه اذا تم حرمانهم منها و هناك من يترك ديناً لينتقل إلى دين غيره و من فلسفة حياتية إلى أخرى حتى يجد ما يرتاح اليه عقله و قلبه سواء اختار الدين أو اللا دين. و بنفس الوقت هناك من يتمسك بإيمانه و دينه مهما حدث و بغض النظر عما يكتشفه أو يتوصل اليه من حقائق تتناقض مع مسلماته أو تزيح عنه الستار الذي يغطيها بتلك الهالة و القداسة. و السبب في ذلك ببساطة أن الإيمان لا يرتبط بالضرورة بالعقل و المنطق و لذلك سمي إيماناً.

(f)
01-15-2005, 01:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ماذا تغير فيك بعد التحول الى "لاديني" - بواسطة ضيف - 12-31-2004, 04:35 PM,
ماذا تغير فيك بعد التحول الى "لاديني" - بواسطة ابنة السماء - 01-15-2005, 01:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,293 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورة لم تغير مصر.أين العدالة الاجتماعية الحوت الأبيض 0 1,336 05-10-2011, 01:46 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,087 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  ماهو مضمون مفهوم " الحضارة"؟ طريف سردست 15 8,603 06-30-2009, 03:51 AM
آخر رد: tornado
  ومازالت مصر بالمقدمة : أوباما يختار "عالماً مصرياً بارزاً" ضمن مجلسه الاستشاري ابن نجد 63 16,186 05-13-2009, 08:21 PM
آخر رد: السلام الروحي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS