على نور

لا تلقى على محاضرات عن فتح وعن تاريخ الفكر السياسى الفلسطينى الذى اعرفه اكثر منك وعاصرت نموه والذى لربما انت عرفتها عندما كنت مسلما سنيا فى يوم من الايام عندما تواجدت لفترة معينة فى لبنان كقوة ثورية قائدة ولا زالت فى المنطقة العربية هى القوة الوحيدة المتبقية من هذا النوع
و التف حولها كثير من اللبنانيين وكل لاهدافه الخاصة السنة اللبنانيين من امثالك ( قبل ان تصبح شيعيا ) اعتبروها معبرا عنهم طائفيا رغم انها لم تكن كذلك والشيعة اعتبروها اداة دفع لهم كمحرومين فى التركيبة السياسية الطائفيةالتى تحتقرهم والتفوا حولها اكثر عندما تصرفت حركة فتح ومنذ اوائل السبعينات كداعم وحيد ماليا ولوجستيا فى المنطقة لرجال الدين الايرانيين وهم يحضروا لثورتم ضد الشاه( عندما كانت المنطقة كلها تبول خوفا من شاه ايران ) فى لبنان ايضا اليسار اللبنانى اعتبرها رصيدا له ولمشروعه

لكن فتح كانت تختلف تماما عن الطريقة التى فهمتوها جميعا ضمن قوقعتكم الطائفية التى لا يمكن ان يتجاوزها كل وعيكم ونظامكم الادراكى المتكلس على هذا مفاهيم

ولن انسى البروفيسور صبرى جريس رئيس مركز الابحاث الفلسطينى فى العام 1982 بعد معارك بيروت ونحن على سطح الباخرة التى ستقلنا لليونان مع ياسر عرفات وهو يشرح للخالد عرفات كيف اننا استمرينا عشرة سنوات فى لبنان والحمد لله ان شارون جاء وطردنا منه ولا لتم افساد كل المشروع الوطنى الفلسطينى وكل نظامة الادراكى ولبننته يمعنى مزجه فى كل هذه الافكار الطائفية البدائية المنحطة

فتح هى روح الحركة الوطنية الفلسطينية والانبعاث واعادة الروح لوطن وشعب كان يجب ان يموت وينقرض بحكم وقرار تم اتخاذه على كافة المستويات اقليميا ودوليا هى حالة ثورية ديمقراطية ليبرالية وافق علمانى استطاع توحيد الشعب الفلسطينى فى بوتقة صهر عملاقة مسحييهم قبل مسلميهم بهدف اعادة تصنيع الامة

فتح تعلمت كثيرا واليوم اصبح عمرها 42 سنة فى هذه اللحظة قبل 42 عاما كان ياسر عرفات ( الذى اقبل يديه وقدمية انحنى امامه خشوعا فعلى يديه اكبر كمية دم صهيونى فى التاريخ منذ الهولكوست ) خرج يعاند الدنيا فى هذه اللحظات قبل 42 سنة ويودع المجموعة الاولى للفدائين الذين دشنوا نشوء الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد ساعات من هذا التوقيت

فتح لا زالت تعلم ابنائها نفس الوثائق التى ذكرتها تعلمهم ان لا لقاء مع العدو الا على ارض المعركة وتعلمهم ان وجود اليهود فوق ارض فلسطين باطل وغير شرعى وغير اخلاقى ولم تغير حرفا من كل ذلك هذا ما نعلمه للفتحاويين ولا زلنا

لكنها تعلمت ان على الشعب الفلسطينى ان يتعلم المناورة لكى يتمكن من البقاء
ونقلت العملية السياسية اليومية وكلها لمنظمة التحرير والتى عليها ان تتحمل كل الخطايا السياسية التى يتطلبها صراعنا بمستوياته اليومية والقصيرة المدى من اجل الوجود

فتح تعلمت ان صراعنا مع العدو هو خلق وقائع مادية تدريجية فى الجغرافيا والديمغرافيا الفلسطينية
فتح قد توقع وتقبل وتعطى وعودا كلامية جميلة لكنها تعرف مسبقا انها ستحنث بكل الوعود التى قطعتها عند اول مصلحة او مقدرة لفعل ذلك لقد صافحهم ابو عمار ووعدهم ولعب فى عقلهم واعاد للوطن ربع مليون فلسطينى جديد لاول منذ العام 48 لوطنهم فى 5 سنوات فقط وبدا باعادة هيكلة المجتمع الفلسطينى مؤسساتيا واعطاه لاول مرة شرعية قانونية وفقا للقانون الدولى وخول فلسطين لحكاية الحكايات فى الدنيا لكنه بعد 5 سنوات فقط وليس اكثر حنث بكل وعوده ولعلع السلاح وذهب شهيدا شهيدا شهيدا

لا تربط ما اقوله حول ما يحدث من وقائع فى المنطقة بفتح فانا اكتب موقفى الشخصى فقط