لا أعرف الكثير ولا القليل عما كتبته أرندت وهيغل وماركس ونيتشة والكواكبي وسواهم الكثير ,ولكن أول ما ورد إلىذهني وأنا اقرأ مدخل الموضوع هو ما مدى فعلآ حاجتك إليهم في ظل تبنيك للحتمية الواقعية القدرية في أكثر آلياتها تبسيطآومباشرة وتعميمآ كما تبين هنا
اقتباس: العراقيون صادرون جميعا عن نفس الثقافة وخاضعون لنفس ضغوط وإكراهات واقع تاريخي وسياسي يسّيرهم كما تسّير الأقدار أبطالَ التراجيديا الإغريقية
،
فما يهيآ لي أنه بوجود القطعية القدرية المباشرة لا يوجد داعي للتمحيص وإنشاء آليات معقدة نوعآ ما لشرح الواقع القدري, فكل ما حدث سيعتبر مقدمات مباشرة جدآ لكل ما يحدث وسيحدث , ولا يتبقى من إشكالية إلا اختيار نقاط العلام الأساسية عبر التاريخ التي ينطبق عليها فهمنا للمقدمات فالمهمة إذاستكون فقط تاريخية سردية بحتة ومباشرة !
أيضآ لفتني أنك ناقضت مقدمتك تلك( الكل صادرون جميعا عن نفس الثقافة) ليصبح
اقتباس: العراق بلد منقسم على خطوط عرقية ـ مذهبية أما أرندت ذلك فعالجت بالنقد والتحليل نماذج من نظم شمولية تقود أمماً متجانسة ومتماسكة ثقافياً واجتماعياً
وهذ ا الاختلاف الأساسي بين العراق والبلدان الثلاثة تجعل فرضيات آرندت الأساسية في شأن الطغيان غير ذات معنى بالنسبة للحالة العراقية .
أجد أن آراء كثيرة قد لا توافقك في تقسيم العراق بهذه الحدة عبر خطوط عرقية مذهبية مستقيمة, على الأقل هذا ما سمعناه عن عراق السبعينات, فترسبت في وعينا- وعيي أنا على الأقل- صورة لأكبر طبقة مثقفة متوسطة علمانية في العالم العربي جلها ينتمي بحكم المولدممن يدرج الآن على تسميتهم حاضرآ بشيعة العراق ..كان يمكن لها أن تقود نهضة مذهلةريادية في تلك المنطقة في حتمية قدرية أخرى لا ٌتقرر خوض حروب مسلحة تقليديةسواء استباقيةأ وتوكيلية( تذكرت فيلم
Run Lola run)
ثم طرحت ثلاث مصطلحات كبيرة صارخة دون أن تمايزها وتعرفها لنا وهي: التوتاليتارية البعثية الصدامية, التوليتارية البعثية,الاستبداد العراقي
فهل هي عندك ثلاثة تعابير لشيئ واحد تمامآ؟؟
فقد بدوت لي واثقآ بشدة من وجود نظام حزبي شمولي بعثي , الكثيرون غيرك قد
ينفون وجود أي هيكلية حزبية بمعناها المرن السياسي المعتاد المعاصرالذي يميز عملية اتخاذ القرار –وليس مجرد تنفيذه!- في العراق من نهاية السبعينات للآن مع شبه اتفاق أن عملية القرار لكل وأي شيئ متجمعة في قبضة واحدة أو عدة قبضات في أحسن تقدير..
للاسف لم أستطيع إلا أن أضيف تساؤلات إلى تساؤلاتك ونتنظر- ردودموضوعية غير ببغائية- كما نتنظر جميعآ التساؤلات المصيرية الكبرى المرهونة في قسمها الأكبر بشعب العراق العظيم الحر من الاحتلال , واسجل معك ايضآفي النهايةاحتقاري العميق لأي طرح ساقط يردد الكليشيه العار بأن العراقي لايستحق أن يحكم إلا بالدم والنار بعد وسمه كما الأغنام وآخر يهرطق بأنه ناس للحكم وناس للطم ومش عارفين شو