أعزائي ...
اسمحوا لي بالمداخلة ..

ورد في مسند الامام أحمد الحديث الشريف: ((إذا التقى الختانان وجب الغسل)) و هو حديث اسناده صحيح ... و المقصود بالـ ختانان موضعا الختن عند الذكر و الانثى

كما وردت عدة احاديث توجب الختان و لم تحدد للذكر او للانثى مثلما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رواية: ((الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقص الشارب))

كما لم يرد ( حسب علمي ) أي حديث عن الرسول عليه الصلاة و السلام أي حديث يمنع فيه ختان الانثى

و يرد أيضا حديثه عليه السلام لأم عطية و كانت تخفض (تختن ) حين قال ( اشمي ولا تنهكي ) أي القطع من أعلى فقط، عدم الإنهاك أي ألاّ تبالغ في القطع. و لم ينهي عن الختان ..

و قد قال الفقهاء بجواز الختان عموماً واختلفوا في وجوبه للذكور والإناث معاً أو سنيته في الذكور والإناث
و قال النووي ( والصحيح في مذهبنا الذي عليه جمهور أصحابنا أن الختان جائز في حال الصغر وليس بواجب)
كما قال الشوكاني في الترجيح: "والحق أنه لم يقم دليل صحيح يدل على الوجوب، والمتيقن السنّة، والواجب الوقوف على المتيقن إلى أن يقوم ما يوجب الانتقال عنه"

و لكن يجب الانتباه لما نعنيه بختان الانثى فالختان نوعان ...
- الختان الشرعي: وهو قطع القلفة التي تغطي بظر الأنثى وهو شبيه لختان الذكور، ويعرف بالسنة.
- الختان غير الشرعي: وهو قطع أي جزء زيادة على قلفة البظر ويشمل الختان الفرعوني .
وعليه فإن الختان الذي يقطع فيه جزء من البظر يدخل في الختان غير الشرعي فهو من درجات الفرعوني وليس من السنة.

الختان الشرعي :
ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري : وقال الماوردي: "ختان الذكر قطع الجلدة التي تغطي الحشفة، وقال في ختان الأنثى أنه قطع جلدة تكون في أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك، والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصال".
و ورد في الفتاوى الكبرى لابن تيمية في ختان الأنثى: "ختانها أن تقطع أعلى الجلدة التي كعرف الديك"
و قد ذكر عدد من الأطباء أن أن "خفاض السنة يعني قطع الجلدة، أو الغلفة التي تغطي البظر"

وبهذا يتضح أن ختان الأنثى في الشرع مثل ختان الذكر، وهو قطع القلفة التي تغطي الحشفة عند الذكر، وتغطي البظر عند الأنثى.

أما الختان الفرعوني و هو قطع جزء من البظر أو البظر و الشفرين فهو محرم شرعا باجماع العلماء لما فيه من تشويه للخلق و مضار صحية و نفسيةو اجتماعية جمة .

أما لماذا الختن ؟
- فالسبب الأول هو الطهارة و النظافة العامة فالقلفة أو الخشفة تحبس النجاسة، فيصعب نقاء دماء الحيض ( عند النساء ) والبول مما يؤدي إلى الروائح الكريهة ووجود النجاسة
- التخفيض من كثرة استعمال العادة السرية لدى البالغين. لأن إفرازات القلفة تثير الأعصاب التناسلية حول الحشفة
- ذهاب القلفة والشبق، وهي تعني شدة الشهوة والانشغال بها والإفراط فيها فذهابها يعني تعديل الشهوة عند المختونين من الرجال والنساء
- و قد ثبت علميا انخفاض حدوث السرطان للمختونين من الرجال والنساء . كما أن الختان أصبح رائجا في أوربا و أمريكا و نسبة الرجال المختونين أكثر بكثير من الغير مختونين ( احصاءات غربية )

نجد أن المشكلة في فهم الختن و ليس الختن نفسه . كما ان الختن للاناث هو جائز و غير واجب بالاسلام بشرط أن يكون ختان شرعي و ليس فرعوني . فالختان الشرعي لا يضر بالانثى كما الفهم الدارج من معنى الختان .


تحياتي