عالم الجن و عالم العقل

هذا ليس بجديد عند معتنقي الفكر السلفي و معتنقي افكار الشرائط الروشة طحن للدعاة الديجتال ...

فهناك احاديت ومواضع قرآنية تتحدث بإسهاب عن (عالم الجن) و تدخلاته السافرة في حياة البشر من بينها حديث "النبي محمد" الذي نقله "أبي هريرة" ["إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد .حتى تصبحوا و تنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : رَبِّ اغفِر لِي وَ هَب لِي مُلكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ، فرده الله خاسئا]

ولكن حتى نكون منصفين فمصطلح الجن لم يظهر مع "نبي الإسلام" بل هو قديم قدم تراث العرب فهناك الاعشى في العصر المسمى بالجاهلي الذي قال (سخر من جن الملائك تسعة ... قياما لديه يعملون بلا أجر) والمقصود الملك الإسرائيلي "سليمان" إلى جانب "التوراة" و حديثها عن ملاك الرب الذي يدخل ضمن مفهوم الجن وبذلك تكون هي التي ساقت ذلك المفهوم من البداية للشرق الادنى

وحين جاء الإسلام اصبح الإيمان به من مسلمات العرب وأصبح ظاهرة هامة ومدلول لتدخل معشر الجن في حياة البشر ولعل اشهر تلك الظواهر هي ظاهرة مقتل " سعد بن عبادة " سيد الخزرج الذي رفض مبايعة الشيخان فقتله "ابن الوليد" بإيعاز من "عمر" وأطلقت الشائعات على الجن هو قاتله وجعلوا الجن يطلق شعرا في ذلك

قد قتلنا سيد الخزرج ... سعد بن عبادة
إذ رميناه بسهمين ... فأدمينا فؤاده



طبعا كل ذلك افرز لنا مستودع هائل يتحدث عن الجن وأثرت على الوجدان العربي وصاغته بصورة عميقة ، تماما كما صيغ العقل الأمريكي بحكاوي الفضاء فظهرت مصطلحات شائعة عن الفضائيين الذين يستعدون لغزو الأرض أو استكشافه أو يعطوا "بطوط" قوة خارقة ليهزم جاره " أبو زنة" في روايات ميكي جيب :D

لكن هناك ايضا الفكر الإسلامي المتنور الذي لا يعترف بكل هذا من الشيخ شلتوت و العشماوي و شحرور و صبحي منصور الذين يعتبرون ذلك المفهوم هو مجرد صلة لا تتعدى الوسوسة