نحتفل بصلب السيد المسيح يوم الجمعة العظيمة أو الجمعة الكبيرة أو الجمعة الحزينة .. وإن كان إسبوع الآلام الذى يبدأ بدخول السيد المسيح الى أورشليم راكباً على آتان وجحش ابن آتان يوم أحد الشعانين أو أحد السعف هو أقدس أسبوع فى السنة .. فإن يوم الجمعة العظيمة هو أقدس يوم فى السنة .

وفى أسبوع الآلام عامة تُكسى الكنيسة بالسواد حزناً على خطايانا التى أدخلت الموت لجنس البشر فأدت إلى أن الله تجسد وأخذ ناسوتاً بشرياً وتألم ومات على عود الصليب من أجل فدائنا من هذا الموت الأبدى .

يوم الجمعة العظيمة نحزن ونكتئب ونبكى مع المسيح المتألم البرئ البار الذى بلا خطية والذى صار خطية ومات ميتة العار من أجل أن ينزع عنا عارنا .. السيد المسيح مات من أجل كل جنس البشر بصفة عامة .. ومات أيضاً من أجل كل شخص بصفة شخصية .. فالمسيح يحب الجميع بلا تفرقة .

وإن كنا نحزن فى يوم الجمعة العظيمة فإن هذا الحزن مخلوط بفرح لا يُنطق به ومجيد لأن الموت لم ينتصر على ملك الملوك السيد المسيح له المجد .. فنسهر فى الكنيسة ليلة الجمعة صابح السبت مع ليلة أبو غلمسيس والتى نعيش فيها فى السماء حيث يُتلى سفر الرؤيا حيث وصف الملكوت والسماء واليوم الأخير والحرب الأخيرة بين الشيطان والله .. وليلة أبو غلمسيس لها نظام فريد لا يتكرر كل السنة حيث يتم إستخدام لحن حزاينى فى النصف الأول من كل لحن ويتم التغيير فى نفس القراءة أو اللحن الى نظام فرايحى .. وفى هذه الليلة نقضى ليلة مع المسيح فى القبر ونقول له قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت .. قم أيها الرب الإله وليتبدد جميع أعدائك من أمام وجهك القدوس ..

ثم تأتى ليلة السبت صابح الأحد حيث القيامة المجيدة وتكريس الإنتصار الدائم على الموت حيث أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية .. لقد قام المسيح وبالموت داس الموت وتعيش الكنيسة لمدة خمسين يوماً كاملة مكتسية بالأبيض فرحاً بقيامة رب المجد وهى فترة الخماسين المقدسة حيث لا صوم فى هذه الفترة .


إذاً إن كان إحتفالنا يوم الجمعة العظيمة هو إحتفال حزين ظاهرياً ولكنه باطنياً ملئ بالفرح لأن بصليب المسيح نلنا الخلاص ..


ملحظ: الزميل سيك اند فايند من شهود يهوه وهم طائفة نعتبرها خارجة عن الملة المسيحية كافرة بالمسيح .