الزميل مفيد .. يكون كلام قرآنك منطقياً فى حالة إذ كان الله قد إختار إنساناً وجعله إبنه .. ولكننا نتحدث عن أقانيم الله الثلاثة فى الله الواحد الذى لا شريك له .. فكما أنك كائن أقنومى واحد محدود ناقص فالله كائن أقنومى واحد غير محدود كامل مطلق .

الله كائن (آب) ناطق بكلمته العاقلة (الإبن) حى بروحه (الروح القدس) .. وهو واحد لا شريك له .. والثلاثة أقانيم غير محدودة مطلقة متساوية فى الأزلية والمجد والكرامة لأنها واحد فى الجوهر .

فى ملئ الأزمان منذ حوالى ألفى سنة ميلادية تجسد وتأنس أقنوم الإبن من مريم العذراء وولد منها بدون زرع رجل وهى الولادة العذراوية الوحيدة على مر الأزمان والتاريخ لأنها تمت بسر إلهى طاهر ومجيد حيث قوة العلى تظللك والروح القدس يحل عليكى فلهذا المولود منك يدعى ابن الله .

إذاً هنا السيد المسيح هو إله قد تجسد وتأنس وليس إنساناً قد تأله .. فالمسيحية لا تعبد بشراً مع الله تعالى - حاشا - ولكننا نعبد الله بأقانيمه الثلاثة المتحدة الجوهر .. نعبد الله الواحد مثلث الأقانيم ..

فعندما نعبد السيد المسيح فنحن نعبد أقنوم الإبن ونعبد مع أقنوم الآب وأقنوم الروح القدس لأن الثلاثة واحد .. وكما قال السيد المسيح :

- أنا والآب واحد .

- من رآنى فقد رأى الآب .

- أنا فى الآب والآب فىَ .


وفى العهد القديم نجد نبوات عن أزلية السيد المسيح تؤكد العقيدة المسيحية التى تتحدث عن إلوهية المسيح ابن الله المتجسد .. وتلك النبوات موجودة فى كتاب اليهود المقدس حتى وقتنا الحالى :

ميخا 5 :
2 اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.


وقد تحققت هذه النبؤة فى العهد الجديد :

متى 2:
1 ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم
2 قائلين اين هو المولود ملك اليهود.فاننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له.

يوحنا 7:
41 آخرون قالوا هذا هو المسيح.وآخرون قالوا ألعل المسيح من الجليل يأتي.
42 ألم يقل الكتاب انه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح.
43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه.


إذاً .. إذا كنا نعبد مع الله بشر فنحن نشرك بالله .. ولكننا لا نعبد بشراً مع الله .. ولكن نعبد السيد المسيح ابن الله الذى تجسد وصار ابن الإنسان فى ملئ الأزمان .. فهو إبن الإنسان ولكنه ابن الله منذ الأزل .. وقد عبر عن هذه الحقيقة فى إنجيل يوحنا :

فى البدء كان الكلمة
وكان الكلمة عند الله
وكان الكلمة الله


لماذا تجسد السيد المسيح ؟
لأنه بدون تجسده له المجد كان مصيرنا هو الموت والهلاك الأبدى لأن أجره الخطية هى موت .. فقام الله بفدائنا بذبيحة إلهية غير محدودة وهى السيد المسيح الإله المتجسد الذبيح المطلق الطهارة والذى بدمه الكريم قادر على تطهير وتقديس العالم كله - إن أراد - لأن الله يحترم إرادة الإنسان .. تريد الشر لك هذا ولكن تحمل عواقبه .. تريد الخير يفرح بك الله ويدخلك إلى وليمته السمائية الأبدية .


إن قبلت السيد المسيح إلهاً ومخلصاً تكون قد دخلت تحت حماية دمه الكريم وفدائه العظيم ولا يقدر الشيطان أن يستولى عليك فى غياهب جهنم الأبدية ..

لأنه :

ليس بإسم آخر غير إسم سيدنا يسوع المسيح تحت السماء ينبغى به أن نخلص .