كلام العزيز الكندي صحيح تماماً؛

لا يوجد أي بلد بالعالم وحتى وهو في حالة استقرار سياسي يقبل بتدخل سياسي خارجي ومن هم من أصول خارجية (لعدة أجيال عموماً) في شؤونها السياسية الداخلية، فما بالك ببلد مدمر تطيح به حرب أهلية مدمرة.
السيستاني مثلاً، لا يهمنا كونه مرجعية شيعية، هذا أمر ديني مذهبي بحت لا سياسي، ولكل شخص حريته باعتماد فتوى فلان أو علنتان أو مرجعية فلان أو علنتان من الناس، ولكن حين يكون لهذا الشخص دورسياسي ببلد ما فهذا غير محتمل، ولا تقبله أي أخلاقيات ولا أي مرجعيات سياسية عقلانية.
التشيع اليوم يفرض نفسه سياسياً بالعراق وليس مذهبياً، وهذه المرجعية السياسية (وإن كانت منطلقة بأسسها على قواعد دينية أو مذهبية) عليها أن تكون عراقية صرفة، وذلك عقلانياً لنفي كل تدخل إيراني في العراق وتنحيته كلياً، فالمسألة اليوم لا تتحمل أي دور إيراني لن يكون إلا محرضاً ومسرعاً لحرب أهلية جارية فعلاً وموجودة، والتفاعل العقلاني يقول برفض كل تدخل خارجي والتوصل لحلول داخلية لتجنيب البلد "الهاوية". ثم أن العراق هو المصدر للتشيع والتشيع بأساسه عربي، فلماذا للإيرانيين دور؟ هم يسعون لذلك لمصالحهم القومية، ولكن ليس علينا ولا على العراقيين برأيي ولا سيما نخبتهم أن يتركوا لمصالح هذا البلد أو ذاك أن يتلاعب بهم.
المشكلة ليست بإيران فهي تلعب لعبتها، ولكن المشكلة بمن يتركها تتصرف كما تريد وترغب.
مع ذلك أعتقد أن على إيران أيضاً أن تكون عقلانية فهي تلعب بالنار التي يمكن أن تصيبها وتحرقها هي أيضاً، وتصريحها الأخير بعيد إعدام صدام لا يمكن اعتباره بأفضل الأحوال إلا "غباء سياسي" تضارب فيه على ما يبدو على غباء السياسيات العربية (والله كأن هناك مسابقة على النظام السياسي الأكثر غباءاً بالمنطقة، والجائزة "قنبلة نووية" .. على رأس الفائز)

تحياتي.
(f)