لا أرى أن السيستاني قد مهّد للإحتلال، بل أن الإحتلال كان واقعاً مفروضاً على بلد أنهكته الحروب وشوهته جرائم المستبدين فيه..

إزاء هذا الواقع، على المجتهد أن يبين للناس تكليفهم حسب تشخيصه ..

مثلاً نجد أن الكندي يسمح لنفسه أن يملي على العراقيين من يجب أن يسمحوا له بالوصول إلى الحكم ومن لا يسمحوا له، بل ويقرر نوع المقاومة وشكلها على العراقيين .. ولو كان في موقع يسمح له بإعطاء توجيهاته لما تأخر لحظة في الطلب من العراقيين أن يقاوموا بالسلاح إنطلاقا من إلتزامه الأخلاقي .. فلم يتوقف الأمر عند السيستاني وهو المرجع الديني والأدرى بتكليفه الشرعي؟

وكونه لم يطلب الجنسية العراقية لا يعني عدم تشرفه بها، أو أنه يقدم مصلحة إيران على مصلحة العراقيين، بل يعني أنه لا يرى أن له ولاية كفقيه على العراقيين، لذا فلا معنى لقولك "كيف يكون له هذا الشأن وهو إيراني".

كما أن الجنسية لا تسقط عدالة المرء شرعاً، العدالة تعني بالمفهوم العام النزاهة والتسامي فوق المصالح الخاصة والأطماع والأهواء الشخصية..

اقتباس:الحكيم، مثلا، طالب العراق بالتعويض على إيران لحرب الخليج. أي أنسان ولاءه لوطنه يطلب من وطنه وهو مفلس وشبه مدمّر أن يعوّض لبلد أجنبي كان له - على الأقل - ذات المسؤولية في الحرب.

هو يؤمن بأن النظام السابق كان يتحمل مسؤولية الحرب كاملة
ووعده للإيرانيين بدفع التعويضات لهم لا يعني أنها ستُدفع على فورها ، وهي إن كانت مبادرة خاطئة، فهذا لا يعطينا المبرر لوصمه بالخيانة وأن ولاءه للإيراني على حساب وطنه..

أما أن الحكيم قادم جديد وأجنبي فهذا من العجائب، فهو يعني أحد أمرين:
أنك تعتقد أن عائلة الحكيم هي من أصول إيرانية .. أو أنك تعتقد بأن السنوات التي يقضيها المعارض في الخارج كفيلة بسلبه حق تسنم المناصب السياسية ..

وفي الحالتين أرى أنك مخطئ..