يا عويلس وأنا أيضا لم اقل أن السيستاني مهّد للإحتلال. السيستاني وطّد للإحتلال. وأنا، بالرغم من شكري لك على شرف وضعي بموضع السيستاني، أعلم تماما أن مقارنتك هي من باب ذر الرماد في العيون.

كيف يمكن لأي عاقل أن ينفي أن آراء مرجعية دينية كآية الله السيستاني ليست شخصية بالمعنى المتعارف عليه بل هي مراجع ثابتة للمقلدين. وكونك وكوني لا نقدر على قرأءة النوايا فأنت لا تعلم ما هي نوايا شخص أجنبي تجاه وطن عربي .. أنت تحكم عليه بسذاجة تمليها ميولك الشخصية. والمراجع لفتاوي السيستاني سيرى سريعا أنه غالبا ما يصدر أحكاما بناء على الخوف من الوقوع في الشبهات فلماذا لا يطيق فتاويه على نفسه؟ ولو منحناه حسن الظن، فإن تدخله - كأجنبي - بشؤون دولة أجنبية فيه ما لا يطاق من الشبهات. إذن الأمر كلّه موضوع شبهات وخصوصا أنه ليس من المعارضين لحكومة طهران مثلا، بل له معها علاقات.

ببساطة، يجب تنحية الإيرانيين عن مراكز القرار العراقية .. ودون ذلك فلا يمكن اعتبار العراق دولة مستقلة.

الآن .. لماذا لا يسمح الإيرانيين للعراقيين العرب بتسلم المناصب الحساسة في طهران والتأثير على سياسة ومسار ومصير إيران؟ لماذا على العراق أن يكون المستورد وليس المصدر؟ بل كيف يقبل العراقيون بنفوذ أجانب في بلادهم؟

كلها أسئلة مشروعة لن نجد عليها سوى "غمغمات" وإجابات تحاول تفتل الحقيقة وتزيينها. بينما الحقيقة واضحة لكل شخص غير متحيّز يريد أن يراها: ملالي إيران تتحكم بالعراق حتى أصبح حاله يشبه حال لبنان في ظل الإحتلال السوري له!

أما عن الحكيم، فإن ما يؤمن به يدل على ولاءه. وهذه هي بالتحديد النقظة التي اردت أظهارها: يتسلط على العراق المحتل اليوم أفراد ذوي ولاءات مشبوهة. وولاء عائلة الحكيم لإيران معروف.

الرجاء لا تزيّن لي الأمور فأنا أعلم أن مفاهيم الوطنية لا ترتفع لدى الإسلاميين الى مستوى مفاهيم الولاء للإسلام .. بل أنا أعرف أن مفهوم الوطنية بمجمله لدى هؤلاء لا قيمة له. ومن هذا الباب أفهم عدم اكتراث البعض لتدخل آيات الله في شؤون البلد ولو كان أجنبيا لأن مفهوم "الأجنبي" ذاته في هذا السياق هو مفهوم خاطيء. هؤلاء ليسوا أجانب. هم مسلمون، وشيعة، ومراجع فوق ذلك كله .. حتى لمن لا يؤمن بولاية الفقيه. وهذا هو التفسير الحقيقي بدون لف أو دوران.

المشكلة أنه تفسير صحيح لو كنا نعيش في القرن التاسع عشر. لكننا نعيش في القرن الواحد والعشرين.

تحياتي