اقتباس: الكندي كتب/كتبت
كلا .. لن تكون قطيعة بين العلمانية وتياراتها النهضوية وعقائد الناس وتاريخهم وتراثهم والغابر من حضارتهم. نحن لا نعادي أديان الناس، ولا نحتقرها، ولا نريد القضاء عليها. نحن نريد ------ فقط ----- إيجاد القواسم المشتركة لتعايش يحترم حقوق الجميع، وحريات الجميع، ومعتقدات الجميع. هكذا بكل بساطة. وبرأيي المتواضع اي صيغة أو صيغ لا تحترم هذا الإطار هي صيغ فاشلة بدلالة التجارب المتعددة لهذه الأنماط في الوطن العربي والكتلة الشيوعية السابقة.
الزميل المحترم / الكندي
بالرغم من أن الجميع قد يوافقك في (نحن نريد) - إلا أن الواقع القوي قد لا يوافقنا. فالأمنيات قد نكون عظيمة لكن واقع الأمور و الواجب التعامل معها - و ليس مع الأماني - شئ آخر.
و إذا كان واقع الأمر كون الدين هو نموذج ثقافي إقصائي (فكريا و ماديا) - بعكس العلمانية - فالمنطقي أن محاولات خلق القواسم المشتركة - بتعبير سيادتكم - موجه للدين - و ليس للنموذج العلماني و الذي إستعرتم منه سيادتكم قيم (حقوق الجميع، وحريات الجميع).
و السؤال الآن - على الواقع - و بغض النظر عن الأمنيات النبيلة - هل من الممكن وضع خطوط عريضة لتعديل الدين ليقبل و يستوعب هذه القيم؟ بدون إصطدام جذري مع نصوصه؟
أتفق مع سيادتكم نماما إن الصيغة التي لم و لن تحترم هذا الإطار (حقوق الجميع، وحريات الجميع) هي صيغ فاشلة - لكن هذه الصيغة سيدي الفاضل هي بالتحديد النموذج الديني الأصولي الإقصائي و ليس العلمانية.
و لعل مثل الكتلة الشيوعية و الوطن العربي بل و العالم يقترب أكثر لهذا المعنى - فالنموذج الشيوعي المقصود هو نموذج إقصائي أيضا لم و لن يتعايش مع أي نموذج آخر.
اقتباس:والفكر يأخذ شكل الوعاء فإسلام المصريين يختلف عن اسلام السعوديين، واسلام الماليزيين يختلف عن إسلام المغاربة. حتى في المجتمعات الواحدة ذاتها تختلف صيغة الإسلام .. حتى في المذهب الواحد في المجتمع الواحد. فإسلام الحبشيين في لبنان يختلف عن اسلام الجماعة الإسلامية (الأخوان).
درجة تمثل و تطبيق الإسلام هي ما يختلف سيدي الفاضل و ليس الإسلام نفسه (نصا و فقها و أحكاما و شريعة).
النموذج القياسي واحد - لن يختلف عليه أي من الأمثال السابقة.
اقتباس:الشيخ عبد الرحمن الكواكبي أحد رواد النهضة العربية، وأحد أهم رموزها المناهضة للإستبداد، كان مسلما ولم يمنعه أسلامه من النهضة.
جمال الدين الأفغاني، كان مسلما ولم يمنعه إسلامه من النهضة. كذلك حال تلميذه محمد عبده، وتلميذه سعد زغلول وهلم جرى.
سيدي الفاضل - نحن نعيش بالفعل نتجة تطبيق ما أسميته بالنهضة.
نعيش واقع فشلها المدوي و نكوصها و إرتدادها الآن.
لقد بنى هؤلاء و غيرهم نظرياتهم للنهضة على محاولات التوفيق و إيجاد القواسم المشتركة و غض البصر - و كبت - الإختلافات و التناقضات - لكن الأمر لا يسير بالنيات الحسنة.
ما أغفله هؤلاء التنويريون الأوائل - على أهميته - وجود تناقضات عميقة لن يمكن بناء نسق توفيقي على أساس التغاضي عنها و كظمها مهما بلغت حسن نواياهم.
لك مني كل إحترام ,,