عزيزي عرفان

اكذبك القول لو قلت لك بان تساؤلاتك لم تراودني واكذبك القول لو قلت باني لم اشك مثلك.

ولكن لكل منا فلسفته ونظرته في فهم وتفسير وتعليل واثبات الامور , ولذلك تجد آيات في القرآن الكريم واحاديث للرسول الاعظم صلى الله عليه وآله بسيطة وسهلة الفهم وكذلك آيات واحاديث متوسطة واخرى لا يفهمها حق فهمها الا اهلها.
لذلك جاء في الحديث ما معناه انه لم يكلم نبي قط قومه الا على قدر عقولهم لا على قدر عقله.

المشكلة فينا نحن كبشر ان لا شيء مطلق لدينا فالصدق نسبي والكذب كذلك والخير نسبي والشر كذلك.

المهم هو كيف تريد ان ترى انت الامور وباي منظور.
فلو كنت تريد تبرير الوهية بوذا او راما ستفلسف الف دليل لكي تصل الى ذلك الاستنتاج وكذلك الديانات الثلاث وكذلك بالطبع الالحاد.

المشكلة في نظري اننا كبشر محدودون في كل شيء بدا من حواسنا وانتهاء بقدراتنا المادية والعلمية والعقلية , ولكن البعض لا يريد الاقرار بذلك مع الاسف.

فالعلم يتطور في كل حقبة وفي كل قرن ويظن الناس في كل قرن او على الاقل اغلبهم انهم اقتربوا من الكمال حتى ياتي اهل القرن التالي ويضحكوا على مقدار ما كانوا عليه من علوم.

اذن فحتى في مجال العلوم بل حتى القوانين الاجتماعية لا يمكنك الوصول للمطلق , ولكن عندما يدور الامر عن الاله تريد لعقلك فجاة ان يصل الى المطلق الاكبر وانت الى الان تقر بانك لم تصل الى اي مطلق في اي مجال من مجالات حياتك اليومية.
الا ترى معي التناقض الذي نقع فيه نحن البشر.

ثم اني انصح كل عاقل مثلك بقراءة كتاب تاريخ النشوء - في البدء كان الهيدروجين تأليف: هويمارفون ديتفورت.

نعم هذا الكتاب وليس اي كتاب ديني او مذهبي فلا اجافي الحقيقة لو قلت لك بان هذا الكتاب زاد من ايماني بوجود الله اكثر من اي كتاب ديني او مذهبي.

وانا لي فلسفتي الخاصة في تعليل عدم قدرتي لفهم الله كينونته او ماهيته وهي بتخيلي لفيروس يصغر راس الابرة بالف مرة وقد دخل مقلة احدنا فهو لمحدوديته لا يمكنه ابدا فهم حجمنا او استيعابنا فمقلة العين لهذا الفيروس تشبه كوكبنا بالنسبة لمليارات الكواكب والمجرات المحيطة بمجرتنا والمسافات في مقلتنا بالنسبة لهذا الفيروس تساوي ملايين السنين الضوءية بالنسبة للمسافة التي تفصل كوكبنا عن الكواكب الاخرى.

اختم كلامي بقول امامي الصادق عليه السلام بعد حوار له مع زنديق.

لو كان الامر كما تقول ( اي لا اله ولا جنة ولا نار ) لنجوت انت وكذلك انا ولكن لو كان الامر كما اقول انا ( اي بوجود اله عادل وجنة ونار ) لنجوت انا ايضا ولكن هلكت انت.

الا ترى معي ان الايمان باله لا تضرك بشيىء لو لم يكن موجودا ولكن عدم الايمان به مع فرضية وجوده تودي بستين داهية.

تحياتي لتحليلاتك العقلانية