صدام لم يظهر في المقابلة بالشكل الذي يختاره هو بل بالشكل الذي اختاره له الآخرون ولو أرادت المحكمة أن تلبسه قميصا مخططا أبيض وأسود أو تجعله يظهر بملابسه الداخلية لفعلت.. صدام رجل مصاب بجنون العظمة وهو يكاد يؤله نفسه.. وكل الحكام العرب اللصوص على سوئهم يظلون أقل سوءا منه وليس صحيحا أنه لا يدعي الديموقراطية فهو ينتمي لحزب اشتراكي .. والكثيرين مازلوا يرون أن الاشتراكية أكثر عدالة من اللبرالية الغربية.. الرجل يرى متعته في الحياة أن يشعر أنه زعيم منتصر، أن يسفك الدماء .. وليس أن يعيش ثريا بدينا محاطا بالنساء في قصر، هذا يذكرنا بزعيم جماعة الحشاشين في ايران "الحسن بن الصباح" ودعوة النزارية التي ملأ العالم بها عويلا.. الحق أنني لا أجد في شخصية صدام بتاعك هذا ي نوع من الكاريزما.. وأستغرب أن يوجد كل هؤلاء الأغبياء الذين قد يعجبون بنازي مجنون مثله.. كل الحكام والحكومات تعذب معارضيها.. ولكنني كما سبق وقلت عدة مرات لم أر غير هذا الواطي في حياتي يجبر الأطفال أن يتغنوا بحبه،لا في الشرق ولا في الغرب، لم يبق إلا أن يعلن نفسه إلها!! وهو يسحق النهاية التي آل إليها وأنه مات ميتة الكلاب وشمت فيه أولئك الذين كان يضطهدهم ويحتقرهم، وقد نال من العدالة أكثر مما يستحق ومما لم يعطه هو لغيره حين كان يملك السلطة. هو متغطرس وليس شجاعا، يرفض الاعتراف بهزيمته مع أنه يدركها في أعماقه القذرة.
مريض السرطان الخاص بي كان في الغرفة الجاورة له مريض بالسكر فقد ساقيه بسبب الغنغرينا.. وكانت نفسيته في غاية السوء لأنه لا يدري كيف يعيش بدون ساقيه .. أما المريض الموقن بالموت فقد كان مطمئن النفس أكثر بكثير من صدام هذا لأنه يعرف يقينا أنه ميت لا محالة ولم يعد لديه شيء آخر يخسره.. صدام خسر كل شيء.. ولم يمت وهو يحكم العالم ولم يحقق أطماعه العسكرية أو يشبع غرائزه السادية.. مات مهزوما ولن ينفعه تعاطف بعض الأغبياء معه.