إحنا كنا وصلنا لغاية فين ـ منه لله البعيد النجم اللامع عكر مزاجي ونساني أنا وقفت لغاية فين

أه كنا وصلنا للتشوش الفكري عند صدام
صدام حسين دخل المدرسة متأخرا بالنسبة لأقرانه لظروفه الإجتماعية السيئة ولاأعتقد أنه أكمل تعليمه الجامعي فقد غادر مصر قبل الحصول علي ليسانس الحقوق وإذا كان حصل عليه بعد ذلك في العراق فغالبا سيكون عن طريق البلطجة وأبرز ماميز شخصيته خلال تلك السنوات هو لجوءه الدائم للعنف لحل مشاكله وكان أبرز حادث هو إشتراكه في محاولة إغتيال عبد الكريم قاسم ولكن هناك أحداث أخري رواها أصدقاء طفولته وأبناء قريته عنه وشاهدتها في العديد من الأفلام التسجيلية عنه وأول تلك الحوادث أن مدرسا بمدرسته الثانوية ضربه فما كان منه إلا أن ذهب للمنزل وأحضر بندقية قديمة تمتلكها أسرته وذهب لمنزل المدرس وطرق الباب وما أن فتح الباب حتي أطلق صدام النار ولكن كان أخو المدرس هو من فتح الباب فأصابه الطلق في ساقه وحادثة أخري عندما رجع للبيت فوجد أمه تشتكي له أن أحد الصائغين يرفض إعادة قطعة ذهب لها كانت رهنتها عنده فذهب الفتي صدام للصائغ وأغلق عليه باب محله وفين يوجعك وعاد للمنزل ومعه قطعة الذهب الخاصة بأمه وماطالته يده من محل الصائغ والغريب في صدام حسين أنه وحتي بعد وصوله للسلطة لم يكتف بمجرد إصدار أوامر القتل والإغتيال ولكن كان في كثير من الأحيان ينفذها بنفسه وأشهرها حادثة قتله لوزير الصحة أثناء حربه مع إيران وخلاصة القصة أن الخميني كان شرطه الوحيد لإيقاف الحرب أن يتنحي صدام عن الحكم وعندما مالت كفة الحرب لصالح إيران بعد التفوق العراقي المبدئي وأثناء إجتماع للوزراء سألهم صدام عن رأيهم وبالطبع كلهم كانوا نظام اللي تشوفه سعادتك ياضرورة ولكن وزير الصحة إنسحب من لسانه وقال إن عنده إقتراح وبالطبع صدام قاله قول يافالح فالراجل بإختصار قال إن شرط الخوميني الوحيد هو تنحيك وهناك خطر حقيقي الأن من إجتياح إيراني للعراق فأقترح أن تتنحي مؤقتا كده وكده علشان الخوميني يتبط ويقعد وبعد هدوء الأحوال تعود للسلطة وبعد أن شكره صدام علي إقتراحه وحرصه علي العراق طلب أن ينفرد به لمناقشة إقتراحه بالتفصيل وبالفعل خرجوا من القاعة سويا وبعد قليل سمع الحضور صوت طلق ناري عاد بعدها صدام وحيدا للإجتماع وسألهم هل لدي أي منهم إقتراح أخر وطبعا لايفوتني ذكر الإجتماع القطري لحزب البعث بعد وصول صدام للسلطة والذي أعلن فيه أنه أكتشف مؤامرة للإنقلاب عليه وهو يجفف دموعه بمنديل ثم بدأ في تلاوة أسماء المتأمرين ومع كل إسم يتلي يقف صاحبه ويبدأ في الصراخ والتوسل لصدام أن يرحمه إلي أن يأتي أفراد الأمن لإصطحابه خارج القاعة وإعدامه في حين سيطر شبح الموت علي كل الموجودين لأن لاأحد يعلم هل سيكون إسمه هو التالي أم لا وهذا الإجتماع مسجل أبيض وأسود وممكن العثور عليه علي النت وأيضا لايفوتني مشهد إعدام حسين كامل المجيد بعد إنشقاقه ثم عودته مرة أخري للعراق ولاأعتقد أن دموية وعنف صدام تحتاج أكثر من تلك القصص للتدليل عليها

إذا أردنا أن نطلق علي أحد رجل الحسابات الخاطئة في النصف الثاني من القرن العشرين فهو صدام حسين بكل تأكيد وصدام يختلف عن شخص كالقذافي مثلا فالقذافي لايخطئ الحساب لأنه لايحسب من أساسه والرجل مريض نفسيا وليس علي المجنون حرج أما صدام فلم يكن مجنونا ولكنه طوال مدة حكمه لم يصيب مرة واحدة في كل المغامرات التي خاضها وكانت أول تلك الحسابات الخاطئة هي حربه مع إيران فصدام تصور أن الجيش الإيراني أنتهي بعد سقوط الشاه وخاصة سلاح الجو الذي كان يعتمد بالكامل علي أمريكا وبعد الثورةأصبحت الف16 الإيرانية قطع خردة بسبب عدم توفر قطع الغيار وبتحريض أمريكي وغربي بدأ صدام تلك الحرب معتقدا أنه سينهيها في أسابيع قليلة متناسيا التفوق الإيراني عليه في الجانب البشري بثلاثة أضعاف وهو كان أهم عامل في حرب المعيز التي خاضها ضد الخوميني وهنا يأتي الدور المصري اللي بيتريق عليه عم نجم لامع فصدام في البداية إحتاج ليد عاملة في القطاع المدني لدعم المجهود الحربي وليس أي يد عاملة ولكن يد عاملة سنية حكومتها مؤيدة له مائة في المائة وبعد قليل لم يقتصر الأمر علي القطاع المدني ولكن ببعض الإغراءات المادية تطوع الكثير منهم للقتال في الجيش العراقي ونتيجة لتفشي التواطؤ علي الكذب بمنطقة الشرق الأوسط فيستحيل أن تصل للأرقام الحقيقية حول ذلك الموضوع والمضحك المبكي في الموضوع أن صدام حسين الذي يصوره البعض اليوم علي أنه البطل الذي تحدي أمريكا كان خلال الثماني سنوات العجاف التي أستغرقتها تلك الحرب علي تنسيق كامل مع أمريكا بل وكان هناك خبراء عسكريين أمريكيين بالعراق لمساعدته وإمداده بمعلومات إستخباراتية عن أماكن تجمع القوات الإيرانية وتحركاتها وخبراء فيما يعرف بإسم bomb assessment لتحديد مدي كفاءة القصف ونجاحه وتعديله للأفضل في المستقبل وطبعا أذكي إخواته هيقولي ما الخميني كان بياخد سلاح من أمريكا وإسرائيل أو فيما عرف بإيران كونترا وأصل القصة أن الدعم الأمريكي للعراق أتصف بالديمومة والإستمرارية في حين لم يكن كذلك بالنسبة لإيران إلا تحت ضغوط ونتيجة للنقص الذي كانت تعاني منه إيران في إمدادات السلاح فقد كانت علي إستعداد للتعاون مع الشيطان ذاته للحصول علي معدات حساسة للدفاع بها عن نفسها ولما كانت إيران تعلم أن أمريكا يستحيل أن تزودها بالسلاح المطلوب أستغلت ورقة الرهائن المحتجزين لدي أصدقائي اللبنانيين لمفاوضة أمريكا عليهم وصادف في نفس الوقت صدور قانون بالكونجرس يمنع الحكومة الأمريكية من تقديم أي دعم لمتمردي الكونترا ولما كان ريجان مصمما علي دعم الكونترا بأي ثمن فقد أنتهز الفرصة وزود إيران ببعض شحنات السلاح عن طريق إستخدام قنوات جانبية كعدنان خاشقجي وإسرائيل وإستخدام عائد تلك الشحنات لدعم الكونترا وتفادي الحظر المفروض من الكونجرس وعندما إنكشف الأمر ريجان أنكر في البداية ومع تصاعد الضغط عليه أعترف بطريقة غير مباشرة لكنه لم يتحمل مسئولية مافعله وعمل عبيط ومش فاكر حاجة علي أساس أن ماحدث تم بغير علمه ولبسها لشخص يدعي أوليفر نورث الذي نال بعد ذلك عفوا رئاسيا من جورج بوش الأب ولكن الأمر لم يكن له طابع الإستمرار كما في حالة العراق وقاده حسابه الخاطئ في الحرب مع إيران وخروجه مفلسا منهاإلي حساب خاطئ أخر في غزو الكويت فلو فرضنا أن صدام يجب أن يغزو الكويت فقد كان أنسب وقت لذلك هو الفترة من منتصف السبعينات حتي منتصف الثمانينات حيث تقرب فرصة نجاحه من 50 في المائة ولكن كالعادة إختار صدام أسوأ توقيت يمكن تخيله ففي الوقت الذي كانت تتطاير حوله أشلاء الإتحاد السوفيتي وأروبا الشرقية عمل عملته السودا معتقدا أن الإتحاد السوفيتي سيدعمه ويقف معه في مواجهة أمريكا ولكن كانت هناك مشكلة بسيطة وهي أن الإتحاد السوفيتي لم يعد موجودا وينتظر إصدار شهادة الوفاة وعلمت من أحد المصريين الذين كانوا بالعراق وقت غزو الكويت وحتي الأسابيع الأولي من الحرب أن الجو العام بالعراق كان طبيعيا رغم نذر الخطر المتجمعة في الأفق وأن هناك إحساس عام بأنه لن تكون هناك حرب حتي بعد الإنذار النهائي الذي وجهته له أمريكا قبل بدء الهجوم بأيام قليلة إلي أن فوجئ العراقيون بصواريخ كروز تتساقط عليهم

الحقيقة لاتوجد كلمات من الممكن أن تعبر عن حماقة الرجل في موضوع غزوه للكويت ومما زاد الطين بله تفسيره هو نفسه حيث ذكر أن أحد الكويتيين قال له أن العراقية سيصبح ثمنها دنانير معدودة فقرر غزو الكويت لتلقينها درسا لاتنساه ومش عارف أقول إيه عن عقلية كتلك فرجل يتحكم في مصير شعب يذهب به للحرب علشان واحد خول قاله كلمة فورت دمه ولله الأمر من قبل ومن بعد والأعجب من هذا أن إيران التي حاربها لسنوات هي التي أختارها ليرسل إليها الطائرات العراقية التي كان يضربها بها لتفادي ضربها في حالة وقوع حرب وفي الوقت الذي فتحت فيه دول أهل السنة والجماعة أراضيها ومياهها وسماءها للقوات الأمريكية لضرب العراق أعلنت إيران الصفويةالشيعية الرافضية إلتزامها الحياد

بالطبع أنا متفهم المشاعر الغاضبة بسبب إعدام صدام حسين والطريقة التي تم بها الإعدام لكن أن نجعل مشاعرنا تقودنا ويتحول صدام حسين في لحظة إلي بطل وشهيد بعد كل مافعله فهذا مالاأفهمه وهو شئ كارثي ومأساوي ويعني أننا لانتعلم من أخطائنا

النجم اللامع:P
طارق قداح(f)
عبد الرحمن(f)
طنطاوي(f)
محارب النور(f)