لا أعني أحدا بهذا الرد، ولكنني أتفق مع من يقول ان العلمانية هي الحل، وهي الحل فعلا لكل مشاكلنا وأزماتنا، وليس استخدام الدين أو الطائفية من أي لون كانت.

الطائفية التي تفجرت في العراق، طائفية كما وصفها عالم الاجتماع علي الوردي من قبل، طائفية بلا دين، فهي تمثل أحط ما في النفس الانسانية من غرائز التوحش والبدائية، والذين فجروها وهم ليسوا عراقيين أصلا ينطلقون من أحقاد ماض سحيق لا صلة له بكل قيم التحضر، وحين تتاح الفرصة للعراقيين لكي ينعموا بالأمن والأمان بعيدا عن التحريض والشحن الطائفي البغيض القادم من خارج الحدود ستعود المياه الى مجاريها ، ويصبح ما جرى في خبر كان.

التاريخ العراقي مليء بصور مشابهة لما يجري حاليا عندما كانت الامبراطوريتان التركية والفارسية تتصارعان على أرضه، ورغم ذلك ظل العراقيون موحدين دائما على اختلاف مذاهبهم وأديانهم.

للأسف، أن تسود الطائفية الى الحد التي تصبح مدعاة للتفاخر، وأن نظل مشدودين للوراء فيما تنشغل أمم العالم كله بالتطلع الى المستقبل، فالطائفية التي يفخر بها البعض من المتعصبين ليس سوى مشروع مرتبط بمصالح اقتصادية وسياسية قبل أن تكون مسألة دينية، وخطاب الاستبداد مبثوث في ثناياه، لأنه في النتيجة مشروع استئصالي وليس مشروع تصالح أو وحدة وطنية.