أخي قطقط:

بعد أحداث 11 سبتمبر ظهرت في أميركا موجة مناهضة لكل ما هو شرقي و لكل ما هو عربي و لا ترحم لدرجة إن بعض الأقباط راح ضحيتها لمجردأنه يحمل ملامح الوجه الشرقية. أنا لست ضد نقد الدين أبدا أيا كان و لكن يا عزيزي النقد يجب أن يكون على أسس دراسية للملمين بالتاريخ إلمام علمي وليس بهدف الصيد في الماء العكر بهدف تحقير الأخر لمجرد أنه يختلف عني. على مدار التاريخ يا أخ قطقط و هناك إجرام واسع النطاق ضد حرية الفكر سواء في تاريخ الإسلام أو في تاريخ كنيسة الإسكندرية كما حدث و فعلوا بمعبد سيرابيس أو بعالمة الرياضيات السكندرية هيباتيا حيث تم بترها و تشتيت أجزاء من جسدها و بإسم المسيح و مقاومة للوثنية و بتحريض من أباء الكنيسة. بعد أحداث 11 سبتمبر ظهرت موجة من المرتزقة الذي لا يهمهم دراسة الدين بشكل منهجي كما هو حال الدارسين بالجامعات المحترمة مثل أكسفورد و جورجتاون و شيكاغو إلخ و لكن هم ناس لا أجد وصف لهم سوى أنهم "مرتزقة" يريدون بناء مجد على أنقاض ناس مجروحة في كلا الفريقين. كنت أعرف شاب كان يدرس معنا في كلية اللاهوت و كثيرا ما قال إن أبيه شيخ جامع بتركيا و هذا الشاب كان أميركي من النوع "إياه" و فجأة و بقوة قادر تحول لمتحدث رسمي عن الإسلام في الإعلام المسيحي الذي يبيع الله علنا و يشتري فيه كما نرى في حالة بول كرواتش و بات روبرتسن..إلخ. هؤلاء الناس نظرتهم لك كقبطي كلها دونية و لو رأيتهم للعنت اليوم الذي سمعت فيه عنهم أو ربما أكثر.

خالص تحياتي.