عزيزي رحمة،

إعدام صدام هو قرار أمريكي، لا علاقة للشيعة ولا للسنة به،

حكومة العراق اليوم هي حكومة الأمريكان وليست حكومة للشيعة ولا للسنة ولا للأكراد،

مأخوذ على جل المجتهدين الشيعة في العراق وخارجه أمور عدة في هذا الشأن،

أهم تلك الأمور أنهم صامتون تجاه اختطاف المذهب من قبل حكومة المالكي العميلة المنصبة من قبل أحد موظفي خارجية البيت الأبيض، وأنا حين أثبت عمالة الحكومة فلا أنفي عمالة غيرها من خارج العراق.

المجتهدون يا رحمة هم ملح الأمة، يصلحون فسادها، فما يصلحهم إن فسدوا؟

المجتهدون لا يليق بهم أن يصمتوا صمت العوام تجاه أي خطر يهدد الأمة، وفي إعادة صياغة العراق طائفيا كل الخطر.

هل لي أن أسأل ما هي الأدلة الشرعية التي استند إليها السيستاني كأحد أبرز المجتهدين في العراق لإيجاب توكيل الأصنام الصغيرة عن الأمة في ما يسمى بمجلس الأمة؟
أما كان يسعه أن يقول خيرا أن نظام الحكم المفرز من قبل الاحتلال هو نظام طاغوتي يحرم التعاون معه ونصرته والقتال تحت رايته وإعانته ولو بمحبرة؟

رحمك الله يا محمد باقر الصدر، والله لقد وسعك أن تجهر بالحق في وجه الظالم إبان قوته، فذهبت شهيدا سعيدا فقيدا، عز نظيرك في هذا العصر وقل شبيهك،

وقد قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله
"سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله"

أنا أعذر العوام يا رحمة، ولا أعذر العلماء أبدا....

لا تظنني أخص الشيعة بقولي، إلا أن مسؤوليتهم أكبر لأن مذهبهم هو الذي قد اختطف، وهم من تلاك سمعتهم وتمرغ في التراب.

إنه لخير للشيعة أن يعيشوا مظلومين في عهد يزيد، مقتلين في كل صعيد، من أن يركنوا إلى الذين ظلموا أنفسهم وظلمونا من الأمريكان وغزوا بلادنا وقتلوا أبناءنا وهتكوا أعراضنا وسبوا خيراتنا.

أما إذا جبن بعض العلماء أو ارتشوا، أفليس من رجل رشيد يأخذ بأيديهم إن أصابوا ويأخذ على أيديهم إن أخطؤوا؟


بالنسبة للفتوى وجودها وعدمها، ليست من أنصار فقه الفتاوى، واعتبره ابتداء من أحط درجات الفقه، أكان شيعيا أم سنيا.

أنا من أنصار الفقه العملي النافذ، يعني رجل مثل سلمان رشدي لم يكن يليق بالخميني أن يفتي بحقه ويحكم عليه، هذه فتنة داود بالحكم دون سماع بينة المدعى عليه.

سلمان رشدي حين حضوره لمجلس القضاء الذي يقضي فيه الخميني، يدعي عليه من يريد، ثم يدافع سلمان بما يريد، ثم يحكم الخميني بعد سماع الفريقين والنظر في أدلتهما، ثم ينفذ الحكم بيد جنود القضاء.

غير هيك إسمها... والا بلاش!

أما القضاة الذين حاكموا صدام فليسوا سنة ولا شيعة، هم ممن يحملون على الإسلام أصلا، وطالما حاكموا حملة الدعوة في عهد صدام.

أنا أكاد أن أجزم أن ما حدث إبان عملية الإعدام لم يكن هبلا، بل كان مقصودا ومخططا له من القوم، وتسريب الشريط كان مقصودا، حتى ينتشر الجنون بين الناس.