الاحمق بوش وضع امريكا وحلفاءها في المنطقة في مأزق حرج ، يوجد له خياران احلاهما مر !.. اما ان تسلم امريكا العراق لايران على طبق من ذهب ، واما ان تدعم تحركا يهدف لمنع هذا النفوذ ، اي حرب بالنيابة عن امريكا وحلفائها في المنطقة ضد ايران !.. وهذا يعني دعم الحركات الجهادية السنية ، والمقاومة العراقية ، التي اتت امريكا اساسا من خلف المحيطات لمحاربتها ، والقضاء عليها حسب الادعاء الامريكي المزعوم ، و ذلك فيه تقويض لدول في المنطقة تعادي هذه الحركات المتطرفة ، والتي لها عمليات ارهابية في اكثر من بلد عربي وتسعى لاسقاط الانظمة في المنطقة .

السيناريو الاقرب للتطبيق ، والاوهن شرا بالنسبة لامريكا ، هو الاتفاق والحوار مع ايران على بعض الاجندات ، وما يحدث من شرار الحرب الاهلية في العراق هو من هذا الباب ! .. فالعنف الذي يستشري في هذا البلد هو نتيجة لفرض ارادات بين ايران وامريكا من اجل القبول ، او عدم القبول ببعض الاجندات من اجل تمريرها - وسوريا تشارك في هذه اللعبة في صف ايران - .. لكن في النهاية سوف يتفقان على نقاط ومصالح مشتركة تضبط الوضع في العراق نسبيا ، او تسلم امريكا العراق لايران على شرط ان تضمن هذه الاخيرة المصالح الامريكية فيه .

في السيناريو السابق فان الضحية هم العرب !.. العمل المفترض القيام به من العرب هما خياران أيضا ، الاول هو دعم مقاومة وطنية ليس لها اجندة خارجية تسمح بتحرير الارض العراقية من الدنس الامريكي والايراني في نفس الوقت ، وتكوين خط وطني عراقي يساهم في اعادة العراق لمحيطه الطبيعي - ولتكن الجهة المفترض تقديم الدعم لها في هذه الحال هو الجيش العراقي السابق المنحل - ! .. الخيار الثاني - هو نفس الخيار الامريكي المفترض - وهو تسليم العراق لايران ، وعدم استعداءها و الانفصال التام بينهما ، أي على العرب التحاور مع ايران - رغم صعوبته في ظل وجود الجناح المتشدد الايراني في الحكم - وقطع هذا الطريق على امريكا ، لأن هذا الخيار سوف تتبعه امريكا مرغمة - ولو بعد حين - ، بكل ما يعنيه ذلك من القبول بالنفوذ الايراني ، واعادة الاحلام الفارسية القديمة .