الزميلة المحترمة نسمة .(f)
إني من الذين يفضلون مناقشة كل شيء بدون مسلمات ، فهذه هي الميزة الأساسية لدوائر الحوار ، هذه الميزة لا نحصل عليها في حياتنا العادية حيث تحكمنا قيود الواقع و مسلماته ، الحوار سوف يثري الأفكار الصحيحة و يجلوها و سيصحح الأفكار الخاطئة و سيطور ما يحتاج لتطوير و تصحيح ، إن الأفكار التي لا تناقش ستصبح ميتة عديمة الجدوى ، لا بأس من مناقشة كل القضايا بما في ذلك قضية إسرائيل و العراق و لبنان ... الخ من مختلف وجهات النظر ، إن كل من يحترم حقي في إبداء ما أشاء هو صديق مهما اختلفنا و سأكون مستعدا أن أتفهم و أتفبل وجهات نظره مهما كانت و بالتالي أغير أفكاري لو شعرت أنه يقدم ما هو أصح ، هكذا تجدين أن الأمر طبيعي جدا .
أما عن الموضوع فالقضية الفلسطينية هي القضية السياسية المحورية في حياة جيلي حتى أصبحت شأنا شخصيا و أتمنى أن تنتهي نهاية عادلة حتى أشعر ان هذا الجيل حقق شيئا جديرا بتضحياته .. دائما أسأل الشباب و الصبية من أبناء عائلتي و أبناء الأصدقاء عن تاريخ القضية و أطالبهم ألا ينسوا فلسطين و أن يقرأوا عنها ، هذه القراءة ليست للمعرفة فقط و لكنها نوع من العبادة الدينية و الواجب الوطني فكل معلومة ستعيد فلسطينيا إلى بلده ، أكرر على مسامعهم أن اليهود كانوا و لمدة 2000 عام يسألون الرب أن ينساهم لو نسوا إسرائيل ، و أتمنى أن نسأل الرب شيئا مشابها ..أن ينسانا لو نسينا فلسطين .
لم أستمع لهيكل أمس و في الواقع لا أستمع إليه مطلقا لأني أراه متحدثا رديئا جدا و مملا ، أفضل أن أقرأ له بعض كتبه و ليس كلها ، فمعظم أفكاره لا أوافقه عليها و كلما شاهدته أتذكر قول نزار قباني عن الفكر الذي صنع الهزيمة .
لك تقديري .