في البداية أؤكد لك أني لا أحمل عداء تجاه أي دين داخلياً. أرى الإسلام نوعين: إسلام العقيدة وإسلام المسلمين. إسلام العقيدة أراه سبب ما هو واضح لذي عينين في العالم الإسلامي الآن. إسلام المسلمين أراه في صديقتي المسلمة إيمان وغيرها وغيرها وهو جمال النفس المسلمة نظرا لأن الإسلام لم يسري في الدماء ويشحنها بالكره. يكفي يا أبو عاصم أن تكون صادق مع نفسك والتي تقول لك تارة بالهمس وتارة أخرى بالصراخ إن ضميرك سيكون غير مرتاح بالمرة لو قلت لواحد غير مسلم "يا أخ فلان"، وعنيت ما تقول لأن دينك يمنع عليك ذلك. دينك يقول لك الولاء والبراء.. هذا هو دينك ولا زعل في ذلك أو حتى أدنى اعتراض من جانبي؛ وبالتالي ثمار هذا الدين ستكون :

1. جمود.

2. ضيق أفق

3. إقصاء للآخر مادام ليس مسلم

4. عقلية التحليل والتحريم وكل شيء يخضع لحرف التشريع؛ بل حتى وجود شعر العانة أو شعر الإبط قد يستوجب فتوى وهذا لم يخرج من فراغ بل هو وليد عقلية "لقد أحل لكم............إلخ"؛ لمن يعترضون على إسلام الفقهاء ويريدون إسلام تنوري جديد على مزاجهم- تفصيل عند ترزي بلدي وليس جاهز؛ ثم يحدثونك عن الابتداع والبدعة في الدين.

هذا هو الإسلام ولا أكرهه ولا أحبه أيضا. لا يرد لذهني إما بحب أو كره فما بالك تقول "عداء"؟!

طبعا كانت المسيحية ستكون سبب في تخلف الأمم لو بقيت في عقلية الحيض والحدث الأصغر والحدث الأكبر في العهد القديم ولكن اليهودية انطلقت من هذه المرحلة وتجاوزتها والمسيحية ليست "دين" بالمفهوم الدوجماطيقي التقليدي لكلمة دين.. واحد يقول الله محبة ويذهب لدار العبادة للشركة مع المؤمنين وكفى. ماذا عساه أن يفعل ليتسبب في تأخير شعوب اقتصاديا وتنموياً؟ من جهة أخرى اليهودية لم تعد دين بل أضحت "هوية عرقية" تجمع تلك الجماعة البشرية والذين يسمون اليهود؛ وعليه فهي قد تجاوزت مرحلة الفقه الجامد الذي يكبل مصير الأمة.. بالمناسبة، الغالبية العظمى من اليهود الآن هم لا دينيين.. حتى أصدقائي اليهود الذين تربوا في مصر لا أدريين وقالوا لي ذلك وعليه حددوا بشكل غير مباشر بأنهم لا يستهويهم الدين من قريب أو بعيد في المناقشة.

صدقني أفرح عندما أجد مسلم ما في العلو وأشعر بالزهو. بالأمس قرأت الأخبار على البي بي سي وفرحت جدا أنهم في إسرائيل الأن لديهم وزير مسلم وقلت لنفسي: هذه هي الأخبار اللي تفرح فعلاً! نفس الشعور غمرني عندما علمت بانتخاب هذا الرجل المسلم من ولاية منسوتا وقلت: ما أبهج محياه! وخاصمت مسيحي مصري لأجل ما قاله من سلبية بل وعداء تجاه هذا الأخ المسلم.