عزيزي طيف

أخجلتني بكلماتك الرقيقة والتي بعثت في نفسي الثقة بأن العراق بخير وسيبقى بخير ويعود انشاء الله أروع وأجمل مما كان مادامت قلوب العراقيين مفطورة على المحبة الحقيقية ولا تحمل ذرة واحدة من أدران ما تحمله قلوب الأعراب السوداء وهي تسعى مستميتة أن تفرق بين العراقيين بأطيافهم المتعددة أو لوحة الفسيفساء الجميلة التي أبدعها الفنان الخالق.

وصدقني ان الأعراب مع شكوكي الكبيرة بعواطفهم لأنهم ينطلقون في الغالب من منطلق طائفي بئيس لن يفهموا طبيعة العراقيين وكيف تعايشوا وكانوا عائلة واحدة لأنهم لم يشربوا من ماء دجلة والفرات، ولم يقضوا أمسية واحدة في مقاهي الأعظيمية أو يسمروا في ابو نؤاس.


وقد حاولت أخي العزيز أن أبادلك الوردة بوردة ففشلت لأنني لم أعرف كيف انقلها. علمت لها نسخ ولصق ففشلت، أرجوك أن تقبل مني باقة ورد نسقتها بعواطف صادقة مرفقة بورقة مكتوب عليها: مع محبتي وتقديري واحترامي.

وعودة الى حوارنا، أود ان أقول أنت وأنا نكتب بحرقة قلب على وطننا الحبيب سيد البلدان، قد نخطئ وقد نصيب لكنه يظل قاسمنا المشترك، وأوافقك تماما أن ما حصل في الأعوام الاربع الأخيرة هو حصيلة الاحتلال الأمريكي البغيض والذي ساعد عليه صدام بأخطائه الكبرى المعروفة، دون أن ننسى الدور القذر سواء الايراني أو العربي، فهل تعتقد أن الأمريكان يستطيعون الوصول الى العراق لولا فتح قناة السويس أمامهم وسماح قطر باطلاق صواريخهم من قاعدة العيديد، وتغاضي هذه الدولة العربية وتلك عن أكبر جريمة ارتكبت بحق بلد عظيم وغني بثرواته البشرية قبل غيرها من الثروات.

ان التاريخ سيكتب ان الاحتلال الأمريكي للعراق تم بمساعدة عربية دون أن ننسى العملاء ومن قبض الثمن نقدا.