في مثل يقال عندما تكون الأمور سيئة وهو -دائما هناك الأسوأ-

ماحدث في الخمسينات هو أن كل دول العالم الثالث بدأت تتحرر من الإستعمار ومصر كانت من ضمن تلك الدول والخيار كان محصور بين عبد الناصر والأخوان ولو تكرر التاريخ ألف مرة لأخترت عبد الناصر بلا تردد
أنت متخيل مصر تحت رئاسة شخص كسيد قطب إيه اللي كان ممكن يحصل فيها:what:

موضوع الإشتراكية لم تكن من إختراع عبد الناصر ولكن تقدر تقول إنها كانت الموضة في ذلك الوقت وخاصة إن الإتحاد السوفيتي عن طريقها أصبح قوة عظمي وبرغم كل عيوبها إلا إنها علي الأقل من إنتاج القرن التاسع عشر وليس السابع ومؤسسها شخص متعلم وليس أمي ولكن أهم مايميزها أنها ليست شئ مقدس لايجوز الإقتراب منه ولما ثبت فشلها كل العالم أدار ظهره لها بس من الأشياء التي تحرق الدم إن النهاردة كل واحد عامل فيها من سلالة عائلة إقطاعية كبري والله يخرب بيته عبد الناصر أمم أملاك بابي ومامي ولو دورت علي أصله تلاقي أمه كانت بتبيع فجل ولاغسالة في حين أن العائلات التي تضررت بالفعل من التأميم كانوا 17 عائلة كثير منهم من الأجانب ونفس الطبقة التي رفعها عبد الناصر بالفعل وألتحقت بالجامعة بسببه وذهبت في بعثات للخارج هي من إنقلبت عليه لأن الإشتراكية لم تعد تتسع لطموحاتهم الجديدةوبدلا من النقد الموضوعي لفترة حكمه تحول الأمر إلي ماتش ردح وإغتيال شخصية وكأن عبد الناصر هو من هزم لوحده في 67 وليس بلد كامل وحتي بعد كل ماقيل عنه فلم يجرؤ أحد لليوم أن يطعن في ذمته المالية أو حياته الخاصة وهذا يعتبر إنجاز في حد ذاته في هذا الجزء التعيس من العالم

موضوع القومية العربية أيضا ليس من إختراع عبد الناصر ولكنه الواقع علي الأرض فمصر لم تكن تتحدث يوغوسلافي وأجبرها عبد الناصر علي التحدث بالعربية ومصر جزء من العالم العربي وهي إما تكون مؤثرة فيه أو متأثرة به والحالة الأولي كانت هي السائدة أيام عبد الناصر ولذلك تلاحظ أن مسخ كمملكة الظلام لم يسمع لها صوت إلا بعد رحيله في حين كانوا يختبئون أسفل سرايرهم عندما كان يخطب وعندما ظهروا من جحورهم في عصر الرئيس المؤمن كانت النتيجة كما تعلم وعاد النقاب واللحية وكل مظاهر البداوة مرة أخري

قارن بين الحياة في مصر في الخمسينات والستينات والنساوين لابسة ميكرو جيب والأزهر بيستضيف سارتر وعشيقته ويديهم دكتوراه فخرية وسعاد حسني بتتحدي أبوها وترفض العريس اللي جايبهولها أبوها فهمي نظمي لمعي رسمي وتهرب مع حسن يوسف وهما بيتريقوا علي الشيخ والصورة العامة للشيوخ وقتها كما في فيلم الزوجة الثانية والأرض علي إنهم مجموعة من الأفاقين والإنتهازيين وبين الوضع اليوم